“أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ”. حسبُ أفئدة المحبين

“أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ”.

حسبُ أفئدة المحبين هذه وجعًا.

سلامًا رمضانَ الرَّحمنِ غيرَ مُوَدَّعٍ ولا مَقْلِيٍّ.

مساكينُك اللهمَّ بأبوابك، إن فاتهم رمضانُ فبقيَّتُك خيرٌ لهم وأوفى.

ربَّاه ما مللنا رمضان ليلَه ولا نهارَه، تُشهدك قلوبنا على هذا وأنت بأسرارها خبيرٌ.

كأنَّ شيئًا لمْ يكنْ إذا انقضى ** وما مضى ممَّا مضى فقدْ مضى.

جبَّارَ الكُسور؛ اجبر فيما بقي منه ما كُسِرَ منا.

من يستوهب الله الساعةَ حسنةً؟

“أَيَّامًا مَّعْدُودَاتٍ”.

لو يعلم العبد ما له

لو يعلم العبد ما له عند مولاه، في قلبه وفي قبره ويوم يلقاه، إذا هو ترك الشيء مما يسخطه ابتغاء رضوانه، وهو له محبٌّ وعلى فعله قادرٌ، لو يعلم ذلك؛ لكان حظُّ نفسه من اللذة بما ترك لله أوفى من حظِّها من السيئة لو اقترفها، إن لترك المعصية لوجه الله -ممن يحبها ويقدر عليها- لذةً لا تُدَانى.

رحم الله زمانًا كانت النساء

رحم الله زمانًا كانت النساء فيه إذا وسَّعن الثياب قصَّرنها، وإذا أطلنها ضيَّقنها.

أجل هي كما تقرؤون، ذاك زمانٌ شريفٌ ولَّى بالشريفات؛ اليوم “ضيَّقنها وقصَّرنها”.

أفي رمضان هذا التبرج الذي لم يخطر للجاهلية الأولى على بالٍ! غوثك اللهم.

“وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ”،

“وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ”، “وَحِيلَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ مَا يَشْتَهُونَ”.

يُطْمِعُك في رحمته تودُّدُه إلى من أحبَّ، ويُخَوِّفُك من عذابه توعُّدُه من أبغضَ.

إذا رضي ربنا لم يكن لرضاه منتهًى، وإذا سخط ربنا لم يكن لسخطه منتهًى؛ ذلكم الله.

قال ابن القيم رحمه الله:

قال ابن القيم رحمه الله:

“وأيما جهةٍ أعرض الله عنها؛ أظلمت أرجاؤها، ودارت بها النُّحوس”.

صدقت يا سيدي، وما منا إلا وقد عوقب بشيءٍ من هذا وإنْ ساعةً من نهارٍ، يُعرِض عن الله فيُعرِض الله عنه؛ فإذا نور صدره ظلمةٌ، وأُنس نفسه وحشةٌ، وسكن روحه قلقٌ، وطمأنينة قلبه اضطرابٌ، حتى يدركه الله بغوثه؛ فيرده إلى ما كان عليه حال الإقبال، فطُوبى لمن عقل هذا وتبصَّر، وبالله كل هدًى.

إنَّ الَّذين يصرُّون على خطاياهم

إنَّ الَّذين يصرُّون على خطاياهم لا يجاهدون أنفسهم في التَّوبة منها؛ أولئك المصرُّون على سوء الخواتيم، وأولئك هم الخاسرون، والَّذين يتعرَّضون لرحمات ربِّهم في نفحات شهرهم بالمتاب من آثامهم لا يصرُّون عليها؛ أولئك هم المؤمنون باليوم الآخر حقًّا، وأولئك هم المفلحون. فمن أنت؟ وماذا تريد؟

قال: بأي قوةٍ نغدو في

قال: بأي قوةٍ نغدو في الناس ونروح آمنين واثقين؛ يا أبت؟

قال: بقوة الستر يا ولدي؛ ستر الله السابغ الجميل المستمر، واقرأ إن شئت قول الله تعالى: “يَوْمَ تُبْلَى السَّرَآئِرُ * فَمَا لَهُ مِن قُوَّةٍ”؛ يوم تُهتك مخبوءات العباد على رؤوس الأشهاد؛ لا يبقى من قوتهم شيءٌ.

قال: لا بد من تسليم

قال: لا بد من تسليم المعتكِف بطاقته الشخصية إدارةَ المسجد؛ قبل اعتكافه.

قلت: تعني بالإدارة الحمقى المطاوعين الطواغيت؟ لا تعتكف، ولا تمكِّن من نفسك.

“وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن مَّنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَن يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَآ ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَن يَدْخُلُوهَآ إِلَّا خَآئِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”؛ تلك آيةٌ نزلت في وزارة أوقاف قريشٍ.