انحناؤك الشريف على أرض مسجدٍ

انحناؤك الشريف على أرض مسجدٍ كريمٍ، تلتقط الكُنَاسَة منه تنظيفًا له؛ دخولٌ جميلٌ في حَرَمِ قول الله -علا وتعالى- لخليله إبراهيم وولده إسماعيل عليهما صلاته وسلامه: “أَن طَهِّرَا بَيْتِيَ”؛ فأنَّى لا تدخلون!

اللهم ربنا جبَّار السماوات والأرض؛

اللهم ربنا جبَّار السماوات والأرض؛ سلِّط طواغيت مصر على حزب الزور أجمعين فلا يرحمون فيهم رجلًا ولا امرأةً، ثم ليدعوك فلا تستجيب لهم؛ جزاء ما والَوهم -متشرِّعين بكتابك وسنة نبيك- على أنواع الكفر والضلال والطغيان والجور والفساد في الأرض، إلا من تاب وأصلح وبيَّن؛ لا إله إلا أنت.

قال: ما “النظام العالمي” يا

قال: ما “النظام العالمي” يا أبت؟ علِّمني مما عُلِّمت رُشدًا؛ علَّمك الله من لدنه علمًا.

قال: زادك الله على العلم النافع والعمل الصالح حرصًا كريمًا يا بني؛ النظام العالمي هو مجموع خبرة إبليس والجاهلية النظرية والعملية، المتراكمة في تاريخ البشرية الطويل وجغرافيتها الكثيفة، مصفوفةً في مجموعة قوانين استحواذيةٍ عامةٍ وسياساتٍ طاغوتيةٍ شاملةٍ؛ بقصد الهيمنة الحضارية والسيطرة المادية على الدول الضعيفة؛ حتى تُطوَّع شعوبُها -بوكالة عملاء النظام الحاكمين- تطويعًا تامًّا في مجالات الدين والدنيا؛ تمهيدًا -واعيًا وغيرَ واعٍ- لخروج المسيح الدجال، وتسليم إبليس له نتائج خبراته النظرية وجهوده العملية؛ ليلتقي الشر القديم بالشر الجديد على أمرٍ قد قُدِر، “وَاللَّهُ مِن وَرَآئِهِم مُّحِيطٌ”.

إن في التكييف تكليفًا. هي

إن في التكييف تكليفًا.

هي كما قرأتها حبيبي؛ بين يدي حرِّ الصيف أذكِّر بها نفسي وإياك، فإن لله في كل نعمةٍ تكليفًا، وكلما بسط في النعمة بسط في التكليف؛ هل يستوي من يشقى بحرِّ الصيف اللافح، ومن ينعم فيه بالبرد؟!

سل عن الحرِّ أربع طوائف؛ تعرف وجهه المبين؛ المجاهدين في ثغورهم، والأسرى في زنازينهم، والمرضى في مستشفيات الحكومة، وما أدراك ما تلك المستشفيات؟! وعامة الفقراء؛ ذلك الحرُّ لا غير.

قال -بعد حديث روحه الرَّاوية

قال -بعد حديث روحه الرَّاوية إلى روحي الصَّادية-: اغفر لي أخي؛ قد أطلت عليك.

قلت: يا حبيبي؛ أجل -وعلَّامِ غيوبِ القلوبِ- أطلت؛ في إيناس وَحْشَانٍ، وإغاثة لَهْفَانٍ، وتسكين وَلْهَانٍ.

ربما يودُّ قلبي -يومًا- إذا فقدك فيمن يفقد؛ لو بُعِثَ بنسمةٍ تهبُّ من قِبَلِ قلبك، يا حِبِّي.

قال: أحرقت الأحزان قلبي يا

قال: أحرقت الأحزان قلبي يا أبت؛ فقل لي فيما أحسُّه شيئًا يُخمدها.

قال: أغاثك الله بني؛ تشتعل الأحزان في قلب المؤمن لكنها لا تحرقه، كلما أُوقدتْ أطفأها الله.

يا ولدي؛ ابترد للَهَبَان قلبك بسلسبيل القرآن، وانعم وابتهج وقرَّ عينًا.