ضيق الصدر، وضنك العيشة، وسوء

ضيق الصدر، وضنك العيشة، وسوء الخاتمة، وعذاب القبر، ودخول النار، وسخط الرب.

ستةٌ لا يعرِّضك لها إلا ذنوبٌ بصَّرك الله بها، وأقدرك على التوبة منها، ولا يظلم ربك أحدًا.

ما يبطئ بك عن “المتاب”؛ وقد وعدك الغفور الرحيم عليه صدرًا منشرحًا، وحياةً طيبةً، وخاتمةً حسنةً، وأمانًا من عذاب القبر لنعيمٍ يملؤه، وزحزحةً عن النار لفوزٍ بالجنة، ورضوانًا منه أكبر؟!

يا صديقي؛ لن يدخل النار إلا أحمق، يا أخي؛ كن لبيبًا وهرول إلى الله، يا حبيبي؛ استعن بالله يعنك.

“أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم

“أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَىٰ أَن يَأْتِيَهُم بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَآئِمُونَ”.

يا نائمَ الليلِ مسرورًا بأولهِ ** إنَّ الحوادثَ قدْ يأتينَ أسحارا

وسالمتكَ الليالي فاغتررتَ بها ** وعندَ صفوِ الليالي يحدثُ الكدَرُ

رباه أذق الطغاة من أرَق النوم كل نصيبٍ؛ ثم افجأ صفوَ لياليهم بانتقامك.

تلطُّفك الزائد بالكفار من غير

تلطُّفك الزائد بالكفار من غير دعوةٍ لهم إلى الإسلام -وإنْ يسيرةً بما تعلم وتقدر- فتنةٌ لهم.

إن هو إلا رسالةٌ ترسِّخ في قلوبهم عقيدة المواطنة الخبيثة ترسيخًا مضاعفًا؛ “الدين لله والوطن للجميع، موسى نبي، وعيسى نبي، وكل اللي له نبي يصلي عليه”؛ هذه العقيدة الكاذبة الخاطئة التي كبر عليها الصغير، وهرم عليها الكبير، ويقررها كثيرٌ من المسلمين في الناس -اليوم- تقريرًا وهم لا يشعرون.

ألا فاتقوا الله في الكفار عباد الله؛ لا تفتنوهم في دينهم بمثل ذلك، واجمعوا لهم بين صريح الدعوة وصحيح الدعاء وحَسن المُخالقة بما تستطيعون، وتعلموا ما يلزم لهذا مخلصين؛ ذلكم صادق اللطف.

“وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا”؛

“وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ مُوسَى فَارِغًا”؛ فرغ من كل شيءٍ إلا من ذكر موسى.

رباه ذا صباحٌ جديدٌ؛ أصبحت فيه أفئدة والدات الأسرى فارغاتٍ، قد فرغت من كل شيءٍ إلا ذكر ثمراتها، وإنهنَّ ضعيفاتٌ عاجزاتٌ، ما لهنَّ إلى أبنائهنَّ سبيلٌ إلا برحمتك، قد فوضن سلامتهم إليك، وتوكلن في نجاتهم عليك، وهنَّ -المسكينات- يحسنَّ بك الظن على كل قضاءٍ تقدُره، يوقنَّ بأنك أولى بهم منهنَّ حيًّا قيومًا؛ رباه فاملأ أفئدتهنَّ سكينةً برجاءٍ فيك كريمٍ؛ أنك لا تخزيهنَّ فيهم ولا تخذلهنَّ، فتثبتهم أينما كانوا أجمعين؛ حتى تسلِّمهم غير خزايا ولا مفتونين، يا مولى الموالي؛ لا إله إلا أنت.

ألا يستحق ذو الجلال والإكرام

ألا يستحق ذو الجلال والإكرام أن نأتيه طوعًا، ونحن صحاحٌ، أولو فتوةٍ وعافيةٍ، على أقدامنا؟!

أليس موجعًا فؤادَ المحب أن يرى جمهرة الغادين إلى الله؛ من سقموا، ومن شاخوا، ومن قعدوا؟!

بلى تستحق ذلك يا ربي؛ لكمال صفاتك، ولكمال أنعُمك، ولآثارهما في الخلق والأمر، وفي نفسي.

رأيت البارحة وزير الأوقاف -آزرَ

رأيت البارحة وزير الأوقاف -آزرَ نفسَه الشيطانُ، وأوقفَ أنفاسَه الرحمنُ- يقول لخنثى الطواغيت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنةٍ؛ من يجدد لها دينها”، ثم قال عبد الطاغوت -وهو ينظر إلى إلهه “السيسي” يتملقه-: وقد يكون مجدد الأمة حاكمًا عادلًا.

ألم يعلم وزير الأوقاف بأن الله يسمع ويرى؟! ألم يؤخذ على وزير الأوقاف ميثاق الكتاب ألا يقول على الله إلا الحق ودرس ما فيه؟! كلا سيكفر بعبادتكم ويكون عليكم ضدًّا، “إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَآءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ”؛ أما نحن فإلهنا الله.

يا أهل الإسلام؛ إنها ليست

يا أهل الإسلام؛ إنها ليست أسئلةً ثلاثةً تسألونها في قبوركم؛ إنها أسئلةٌ أربعةٌ.

إذا سئل المؤمن -في البرزخ- عن ربه وعن دينه وعن نبيه، فأجاب؛ “قال له الملكان: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله وصدقت، فينادي منادٍ من السماء: أن صدق عبدي؛ فأفرشوه من الجنة، وألبسوه من الجنة، وافتحوا له بابًا إلى الجنة”، إلى آخر حديث البراء بن عازبٍ -رضي الله عنه- المشهور.

يا أهل الإسلام؛ لا يستوي -وقتئذٍ- عالمٌ بكتاب الله، وجاهلٌ به؛ فتعلموا الكتاب.

ركَّب الله في الإنسان قوتين؛

ركَّب الله في الإنسان قوتين؛ قوةً شهوانيةً، وقوةً غضبيةً، وأمره لتصريفهما بأمرين؛ النكاح، والجهاد، فكلما ضُيِّق على الناس طريق النكاح تسافحوا، وأينما عُطِّل الجهاد عنهم تقاتلوا؛ “أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ”.