حين أعزم وأنا أهوِي إلى السجود -بعد فراغي من القيام من الركوع- أن أدعو الله في سجودي دعاءً أفتقر إليه افتقارًا شديدًا، ثم يُنسينيه الشيطان الرجيم؛ أفهم قول ربي تعالى: “وَاعْلَمُوآ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ” فهمًا مُرَوِّعًا؛ ما أضيق ما بين الركنين من مسافةٍ، وما أوسع حيلولة الله من مخافةٍ!
إن ربًّا يحول بين القلب وبين شيءٍ عزم عليه عزمًا؛ لحقيقٌ للعبد أن يرهب مكره به في أصل الإيمان؛ أن يُحال بينه وبينه بخطايا توجب ذلك، ما أصحَّ معنى ما يُروى عن سيدنا عليٍّ رضي الله عنه: “عرفت الله بفسخ العزائم، وحلِّ العقود، ونقض الهمة”! يا أكرم من نحب؛ لا تحُل بيننا وبين ما تحب.