حين أعزم وأنا أهوِي إلى

حين أعزم وأنا أهوِي إلى السجود -بعد فراغي من القيام من الركوع- أن أدعو الله في سجودي دعاءً أفتقر إليه افتقارًا شديدًا، ثم يُنسينيه الشيطان الرجيم؛ أفهم قول ربي تعالى: “وَاعْلَمُوآ أَنَّ اللَّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ” فهمًا مُرَوِّعًا؛ ما أضيق ما بين الركنين من مسافةٍ، وما أوسع حيلولة الله من مخافةٍ!

إن ربًّا يحول بين القلب وبين شيءٍ عزم عليه عزمًا؛ لحقيقٌ للعبد أن يرهب مكره به في أصل الإيمان؛ أن يُحال بينه وبينه بخطايا توجب ذلك، ما أصحَّ معنى ما يُروى عن سيدنا عليٍّ رضي الله عنه: “عرفت الله بفسخ العزائم، وحلِّ العقود، ونقض الهمة”! يا أكرم من نحب؛ لا تحُل بيننا وبين ما تحب.

“يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ”،

“يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ”، لا طريق ثالثةً يعرفها عدو الله وعدوكم.

صدق الله ورسوله، وكذبت الجاهلية ومن صدق كذبها من الكذابين في إسلامهم.

نحن كذلك؛ إما أن ندخلهم في ملتنا، وإما دانوا لنا بالجزية إن كانوا من أهلها، وإما قاتلناهم.

ليس في صحائح المنقول ولا في صرائح المعقول حقٌّ يصح غير ذا، فاستقيموا.

تقبل الله الشهداء، وجعل هذه النازلة بركةً لنا في “الوعي والسعي” جميعًا.

تتداعى أعضاء “الجسد الواحد” بالحُمَّى

تتداعى أعضاء “الجسد الواحد” بالحُمَّى والسهر لعضوٍ منه يشتكي؛ كيف تفعل إذا عضوٌ فُصِلَ عنه؟!

خمسة أشهرٍ مضت وزوج عمر رفاعي الطيبة وأطفاله الثلاثة الصغار؛ أسرى عند شر طواغيت الأرض، يا أيها الآلِمون لحالهم؛ مهما جدَّ البُعداء البُغضاء في جحد مكانهم؛ فإنهم لن يجاوزوا بهم قبضة الله، هم حيث يرى ويسمع ويعلم الله منهم كل شيءٍ، إنما أمره إذا أراد فكاكهم أن يقول له كن فيكون.

قد أتى على أطفال عمر حينٌ من الدهر لم يكونوا شيئًا مذكورًا، وكانت مريم امرأة عمر نصرانيةً فأسلمت، إن ربًّا خلق الأطفال من العدم عليمًا حكيمًا لوليُّ إنجائهم عزيزًا رحيمًا، وإن إلهًا أنقذ مريم من الشرك إلى التوحيد لوليُّ إنقاذها من أهل الشرك إلى أهل التوحيد؛ كفى بالله وليًّا وكفى بالله نصيرًا.

يا مولى رفاعي سرور وولدِه؛ تولَّ أمَتك مريم وصغارها بخير أمانك وضمانك؛ حتى تسلِّمهم أجمعين.

ظنُّنا بك اللهمَّ جميلٌ؛ أنك

ظنُّنا بك اللهمَّ جميلٌ؛ أنك لا تتوفانا حتى تتوب علينا؛ فنؤدِّي فرائض حقك، وحقوق عبادك جميعًا، وإنا نصدِّق نبيك إذ حدثنا عنك؛ “أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي”؛ فكن لنا -بإيماننا بك وبرسولك- عند ظننا الجميل.

لا تؤجل عناقهم ساعةً فما

لا تؤجل عناقهم ساعةً فما فوقها بغير اضطرارٍ؛ كم حبيبٍ غيَّبته ظلمات الظلم فلم يجمعنا به نهارٌ!

أحلف بربٍّ لا يخفى عليه من قلبي شيءٌ؛ لو أن لي اختيارًا ما أفْلَتُّ يد أخٍ آخيته من يدي حتى أموت.

“وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ”؛ قال قتادة رحمه

“وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ”؛ قال قتادة رحمه الله: وبشر المتواضعين.

“إن الله أوحى إلي أن تواضعوا؛ حتى لا يبغي أحدٌ على أحدٌ، ولا يفخر أحدٌ على أحدٍ”.

اللهم املأنا بما أوحيت به إلى نبيك، صلَّيت عليه وسلَّمت.