كتب أخٌ أسيرٌ على صفحته:

كتب أخٌ أسيرٌ على صفحته: ادعوا لي فإن محاكمتي غدًا.

حسبنا الله الحق الشهيد ونعم الوكيل، حسبنا الله الحَكم الحسيب ونعم الوكيل.

في مظلمةٍ شديدةٍ ظُلمتها قديمًا؛ قلت لشيخنا رفاعي سرور: ما أقول لمن يخوض فيها؟ قال بطريقته الخاصة المعروفة: “اللي يسألك عن الأمر ده يا أخ حمزة؛ قل له: القضية دي أنا قفلتها خلاص، وأجِّلت فتحها ليوم القيامة”، فهوَّن ربي علي بمقالته المحنة كثيرًا، وعظُم شأن الآخرة في نفسي ودنا.

يا سادتنا الأسرى؛ إن الأمر أمر ربكم لا أمر أبالسة التشريع، والحَوْل حَوْل مولاكم لا حَوْل دجاجلة القضاء، والقوة قوة نصيركم لا قوة طواغيت التنفيذ، ومن يرد الله نِعْمَ المولى ونِعْمَ النصير له مخرجًا؛ فلا رادَّ لفضله؛ ولا معقِّب لحكمه، غالبًا على أمره، فعالًا لما يريد، والله على كل شيءٍ قديرٌ.

والدَنا رفاعي سرور؛ رفعك الله درجاتٍ، وسرَّك يوم الحسرات، وأغث ربنا برحمتك أسرانا أجمعين.

مساؤكم الإسلام. باهُوا بتوحيدكم العالمين.

مساؤكم الإسلام.

باهُوا بتوحيدكم العالمين.

كفى بلا إله إلا الله نعمةً لا تُحصى.

المحمود الله على كل أحوالنا، وجميع أحياننا.

سترٌ سابغٌ، وفضلٌ بالغٌ، وعطاءٌ بينهما غير محظورٍ.

نبوء لك اللهم بأنعُمك علينا، ونستعينك على شكرانها بما ترضى.

ربنا اغفر لنا ضعف شهود المنن، والتفريط في التقوى، وخذلان الإسلام.

“إن في الدنيا جنةً من لم يدخلها؛ فلن يدخل جنة الآخرة”؛ جنة الرضا بالله وعن الله.

اللهم إنا فرحون بدينك، مغتبطون بشريعتك، مستبشرون برحمتك، نرجوك ثباتًا على الحق.

يا مسلمًا وجهه لله عربيًّا أو أعجميًّا؛ لك الولاء من دون قريبٍ كافرٍ، شرَّفنا الله بنصرك أينما تكون.

إن الذين قالوا لموسى وقعدوا:

إن الذين قالوا لموسى وقعدوا: “فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلَآ”؛ خيرٌ ممن جاء بعدهم فقعد قعودهم وضل عن القتال طريقًا، إنهم -على سوء أدبهم مع الله ورسوله- كانوا بُصراء بالمخرج، لم يلبسوا جبنهم فلسفةً.

ما كان دواء داء طغيان الجبارين في الأرض قطُّ؛ إلا الجهاد، ولا يكون إلى يوم القيامة إلا كذلك، سنة الله في الحرب التي لا تتبدل ولا تتحول، ألا من عجز عن الجهاد عملًا؛ فلا يَضل ويُضل عنه نظرًا.

ما أذاقك الرحمن من لذةٍ

ما أذاقك الرحمن من لذةٍ في مطعمٍ أو مشربٍ أو منكحٍ أو ملبسٍ أو مسكنٍ أو مركبٍ؛؛ فادع الله لأحبابك وللمساكين بأطيبَ منها وأوفى؛ ذلك أيسر الوفاء، وذلك أحفظ للنعمة، وأزكى للنفس، وأرضى عند الله.

اللهم كما تطيش لا إله

اللهم كما تطيش لا إله إلا الله بسيئات عبدٍ يوم لقائك؛ فإن عبادًا لك -هنا- يستغفرونك بها من سيئاتهم جميعًا، ويستوهبونك بها صلاحًا من آفات نفوسهم جميعًا، ربنا فاغفر لنا بها وأصلحنا؛ لا إله إلا أنت.

قال: إن أعجب لأحدٍ يا

قال: إن أعجب لأحدٍ يا أبت؛ فعجبي لا ينقضي من رجلٍ يدافع عن الطاغوت، وهو لا ينفعه شيئًا!

قال: لا تعجب يا بني؛ لا بد للعبد من سيدٍ، فمن لم يجعل الله له سيدًا كان الطاغوت له سيدًا، ويبقى الرزق على السيد الحق وحده، بيده النفع والضَّر لا شريك له، فمِن هؤلاء من يُبسط له نفعٌ من الطاغوت بإذن الله، ومنهم من يُقبض عنه نفعُ الطاغوت فيضره بإذن الله، ويبقى هذا وذاك له عبيدًا.

شهيدٌ ربي ما بقلبي لمن

شهيدٌ ربي ما بقلبي لمن أُحب، عليمٌ أني عاجزٌ عن الوفاء بحقهم، قديرٌ على جبر الشُّقَّة بين باطني وظاهري، وكيلٌ أفوِّض إليه ما أشتهي لهم من البهجة والصلاح والرضا، جميلٌ ما طابت معاملةٌ بين اثنين من خلقه جميعًا إلا بجماله، رحيمٌ ما كلُّ العطف في جميع الخلق إلا أثرٌ يسيرٌ من آثار رحمته.