تقلُّبك في علاقاتٍ كثيرةٍ يُهان

تقلُّبك في علاقاتٍ كثيرةٍ يُهان قلبك فيها طويلًا؛ يملؤك شعورًا بعد حينٍ أنك لا تستحق أن تُحَبَّ أصلًا، وأن من يسمح لك أن تحبه محسنٌ إليك متفضلٌ عليك “كتر خيره”، مهما فرَّط في حقك وأساء إليك.

يا صديقي؛ مهما بلغ جوع قلبك فلا تطعمه حبًّا مشحوتًا ولا قربًا متسوَّلًا، واجحد آلامه حتى يسكِّنها الرحمن بحبٍّ جميلٍ كريمٍ، واعجبًا لمن يصون وجهه عن ذل السؤال، ثم يهين قلبه في حبٍّ محالٍ!

أليس عجبًا أن يكون بلاؤك

أليس عجبًا أن يكون بلاؤك بسبب ذنبٍ عرَّفك الله به، ثم لا تكفُّ عنه، وتلحُّ في الدعاء بالعافية؟ّ!

يا معشر الأوَّابين؛ إن أعظم موادِّ البلايا الآثام، فاقطعوها بتوبةٍ نصوحٍ؛ ذلك حقُّ الأخذ بالأسباب.

يا عباد الله الموقنين بصفاته؛

يا عباد الله الموقنين بصفاته؛ من يشهد معي لهذه الحقائق؟

إن من الخير خيرًا لا يقدُره الله إلا بالشر، وإن من العافية عافيةً لا يمنحها الله إلا من ‍البلاء، وإن من الحرية حريةً لا يبسطها الله إلا في السَّجن، وإن من الحياة حياةً لا يهبها الله إلا بالموت، وإن من السعادة سعادةً لا ينشرها الله إلا من البؤس، وإن من اليسر يسرًا لا يقضيه الله إلا في العسر، وإن من الحق حقًّا لا يقيمه الله إلا بالباطل، وإن من الجمال جمالًا لا يبثه الله إلا من القبح، وإن من القوة قوةً لا يظهرها الله إلا في الضعف؛ على هذه فقيسوا، وآمنوا بالأقدار شرِّها قبل خيرها، وسلِّموا لمُجريها تسليمًا، “وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ”.

ألا إن من عظُم تدبره القرآنَ وطال سيره في الأرض وكثُر تأمله المقاديرَ؛ كان لهذه من الشاهدين.