اسأل ربك ما تشاء واثقًا

اسأل ربك ما تشاء واثقًا بفضله، فإذا منعك منه فثق بحكمته.

هل يكون واثقًا بالله من يثق بصفةٍ له دون صفةٍ! سبحان الله!

إنما الثقة بالله الثقة بنفسه وأسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله.

قل: ربِّ إني لا أفرِّق بين صفاتك، مسبِّحًا مقدِّسًا لك بها جميعًا.

لم يؤمن بالله مفرِّقٌ بين رسله؛ أفيكون مؤمنًا مفرِّقٌ بين صفاته!

شكا إلي مواجع نفسه الكثيرة،

شكا إلي مواجع نفسه الكثيرة، فأدركَت قلبي عليه شفقةٌ بالغةٌ، ثم قلت في نفسي وله: هذه رأفة أخيك بك عبدًا ضعيفًا عاجزًا لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًّا؛ كيف بما لك الآن عند من هو أولى بك من نفسك ومن والديك ومن العالمين!

قيل لأعرابيةٍ: أيُّ بنيكِ أحب إليكِ؟ قالت: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يقدُم. فمن أقرب لك -حائرَ النظر فقيرَ العمل- من مولاك! فأحسن به ظنك؛ فإنه عند ظن عباده به، وليفعل بك ربك في بلائك ما يريد.

القلق يضاعف الشعور بالبلاء من

القلق يضاعف الشعور بالبلاء من قبل وقوعه، ولعله بعزة الله ورحمته لا يكون.

لا تمرض قبل مرضٍ لعله لا يمسُّك العُمُرَ كلَّه، لا تُسجن قبل سجنٍ لعله ليس في اللوح المحفوظ عنوانه، لا تحسب كل صيحة بلاءٍ عليك، لا تمُت قبل موتك.

“مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ”؛ أولئك المهديَّة قلوبُهم هم أكثر الناس في المِحَن سكينةً، وآخرون تضل قلوبهم فيها وتطيش.

ربَّاه يا طيِّب الإحسان؛ إن تشأ تُسْكِن أفئدتنا في لُجَجِ المِحَن؛ فيَظْلَلْن ثوابت على ظهورها لا يَضْلَلْن السبيل، وأفرِغ علينا الصبر مسكوبًا لنرضى بك ونرضى عنك.

يا أسرانا؛ إذا عَرَجَت أفئدتُكم

يا أسرانا؛ إذا عَرَجَت أفئدتُكم إلى سماوات ربكم؛ لم يضرَّكم مع سعتها ضِيقُ المحابس، ولم تسؤكم مع مصابيحها عتماتُ الزنازين، وإذا أصابكم وحيُها مدرارًا؛ أحيا الله برُوحه أرواحكم، وسَلَكَه ينابيع في نفوسكم، فترضون بالله وعن الله.

يا أصحاب البلايا ما ظهر

يا أصحاب البلايا ما ظهر منها وما بطن؛ إذا انقشعت عن القلوب أحزانها؛ بَهِجَتْ فكأنَّ ضرًّا لم يَكْوِها، ذهبت الأوجاع والأَوْصاب وبقي الأجر والثواب، وأصبح في النعماء بصيرًا من بات في اللأواء ضريرًا، “كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ”. غدُكم عافيةٌ.

“أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ”. ما

“أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ”.

ما يزيد من هذه يَنقص من تلك؛ فاختر لنفسك.

فيم عجب متبع الشهوات من ضياع الصلوات، وقد قرأ هذه!

إما صلواتٌ وإما شهواتٌ، لا بد للإنسان من طبيعةٍ مشتركةٍ بينهما (الهيمنة).

لئن نسي عقلي كل سؤالٍ

لئن نسي عقلي كل سؤالٍ سُئلته؛ فمحالٌ أن ينسى قلبي هذا السؤال:

أمي لا تستطيع القراءة، وهي تحب القرآن، فكلما أرادت تلاوته فتحته فجعلت تقلِّب صفحاته، وتمسح بيمينها صفحةً صفحةً من أعلاها إلى أدناها؛ فما الحكم؟

الحُكم أن تأخذ والدتك علمنا بالقراءة، وتعطينا من حبها للمقروء له.

هذا سؤالٌ جوابه الدمع إن ضَنَّ الدم، كسؤالٍ سُئلته من مقاتلٍ بالشام: لا أستطيع مع شغلي بالقتال وخدمة إخواني مراجعة القرآن كما كنت؛ فما أصنع؟

يا أولياء الله؛ إني لأُنَزِّه سؤالاتكم عن قراءة مثلي لها؛ كيف بجوابها!

#في_حياة_بيوت_المسلمين. يسألني كثيرٌ منكم عن

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

يسألني كثيرٌ منكم عن كتب مصطفاةٍ في الزواج تنفعهم حقًّا.

بيت الدعوة؛ لشيخنا المجاهد الكبير رفاعي سرور، رفعه الله وسرَّه.

حتى يبقى الحب؛ لأستاذنا الدكتور محمد بدري، باركه الرحمن ونفع به.

بيتٌ طيبٌ وكن جميلًا؛ لأخينا الأديب الراشد محمود توفيق، زاده الرب جمالًا.

إذا متُّ قبل أن أكتب

إذا متُّ قبل أن أكتب شيئًا عن أبي وعن الشيخ الحويني وعن الشيخ عطاء بن عبد اللطيف وعن الشيخ مصطفى بن محمدٍ وعن الشيخ طارق بن عوض الله وعن خالتي وعن عمتي؛ فاعلموا أني كنت أحبهم حبًّا شديدًا، ولقائلٍ أن يقول: ما شأننا ومن تحب! وله ولجمعكم حقٌّ فتجاوزوا عني؛ غير أني أحبهم وأحبكم.

أيامٌ قلائل وأغلق صفحتي إلى

أيامٌ قلائل وأغلق صفحتي إلى ظلٍّ جديدٍ لا أعرف منتهاه.

ربَّاهُ أطفِئْ بتبريدٍ وترطيبِ ** نيرانَ يوسفَ في أضلاعِ يعقوبِ

أيها الجائعون إلى معانقة أحبابهم؛ إذا لدَغَت القلوبَ حُمَّى الأشواق، ولسَعَت الأرواحَ أشواكُ الوحشة؛ فدونكم مشافي السماء في الأرض، ميقات زمانها الأسحار، وميقات مكانها السجود، وطبيبها واحدٌ أحدٌ لا شريك له، حدَّثنا الملائكة والنبيون خير حديثٍ عنه؛ ألَّا أعظم طبيبًا لكل ذي علةٍ منه، وإنا لهم مصدِّقون، لا يطفئ نيرانَ قلوبكم إلا ماءُ المُقَل تسفحونه بين يديه، ترجونه ربًّا بمواجع الفقد كلِّها أخبر، وعلى كشفها وجعًا وجعًا أقدر؛ أن يجمعكم وإياهم على الإسلام والسلامة. واذكروني في حواشي الدعوات كما أذكركم في متونها. أَوَّتَاهُ ووَاهًا.