ليس الموت نومًا طويلًا، فتشتاق

ليس الموت نومًا طويلًا، فتشتاق إليه كلَّ تعَبٍ من بلاءٍ ونصَبٍ من كَدْحٍ.

الموت بعثٌ للروح، وإقعادٌ للسؤال، وضمةٌ للقبر، وشدائد لنا الرحمن فيها.

لا يتمنى الموت إلا عالمٌ بما بعده كالأنبياء، وجاهلٌ يظنه نومًا لا أطول منه.

لا بأس بتمني الموت مخافة الفتنة في الدين؛ فأما من الضر في النفس أو الجسد فلا، ومن كان لا بد فاعلًا؛ فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرًا لي، وتوفني ما كانت الوفاة خيرًا لي، كما علَّمه رسول الله صلى الله عليه وسلم.

مَثل الإسلام كمَثل ناطحة سحابٍ

مَثل الإسلام كمَثل ناطحة سحابٍ عظيمةٍ سامقةٍ، لم يكلِّفك الله بلوغ سقفها وأَنَّى لك أن تَبلغه! لكنه كلَّفك أن تلقاه -يوم تلقاه- متقدمًا إلى جهة هذا السقف غير متأخرٍ عنه، وخلق لك النفس والهوى والدنيا والشيطان -أعداءً أربعةً- يصدونك عن صعودك كلَّ خطوةٍ ويقعدون لك بكل درجةٍ، فإن أنت غالبتهم أن تزلَّ قدمُك، أو زلَّت فاستعنت ربَّك على النهوض كلَّ زللٍ؛ كنت عند الله وليًّا.

إذا لم يكن أجهل ولا

إذا لم يكن أجهل ولا أفقر ولا أضعف ولا أعجز منك عبدًا في نفسك وقلبك وعقلك وجسدك، ولم يكن أعلم ولا أغنى ولا أقوى ولا أقدر من الله ربًّا في ذاته وأسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله، ولم تكن شكاياتك كلُّها في حياتك جميعِها إلا في شيءٍ من ثلاثٍ؛ ذنوبٍ وعيوبٍ وكروبٍ؛ فكيف تظن بنفسك حولًا وقوةً على مدافعتها والخلاص منها! تالله ما ينبغي لمن حاله هذه الحال ومعبوده هذا المعبود؛ إلا أن يبرأ إليه من كل حولٍ موهومٍ وقوةٍ مزعومةٍ، مفوِّضًا إليه متوكلًا عليه، مستبشرًا بعونه ومدده ولطفه وبرِّه ورحمته، إن لم تستبشر به مِتَّ كمدًا.

عسى أن أَسُرَّكم بمُضحكٍ من

عسى أن أَسُرَّكم بمُضحكٍ من الخاصِّ اليوم؛ كما سُؤتكم بمُبكٍ منه البارحة.

راسلني مطرب مهرجاناتٍ صاعدٌ منذ مدةٍ، لا أدري كيف بلغ صفحتي، وطلب إليَّ أن أنشر له مهرجانه على صفحتي لكثرة متابعيها، وأرسل رابط المهرجان الكَرواني على يوتيوب، داعيًا لي بالسَّتر، واعدًا أن يذكر لي معروفي ما بقي.

حاسدًا لم أنشر مهرجانه، جاحدًا لم أعبأ بدعائه، مخيِّبًا ظنَّه لم أكن له السِّندال، سقطت مروءتي فلحقت بـ “أندال أندال أندال”، مِ الآخر بالأمانة، طِلِعْت سَد خانة، ولعل أخي يقول فيَّ الآن غيرَ ظالمٍ لي: عارفك يلا مِنِّنا متغاظ، وحُقَّ له.

اللهم اهدني وعبدَك هذا إليك، وتُبْ عليَّ وعليه، واجمعني به في جوارك.

هنا امرأةٌ ملهوفةٌ خطف الطغاة

هنا امرأةٌ ملهوفةٌ خطف الطغاة ولدها الشاب الطبيب منذ ثلاث سنواتٍ، فلم تغادر يومًا إلا أنَّتْ فيه على صفحتها أنينًا يوجع الأكباد، تشكو إلى أهل الله بعض ما يذوق فؤادُها من التباريح، وتواري سائرَه لله فهو حَسبها عليمًا بذات القلوب.

لكِ الله أختنا الكبرى، أحسبكِ تعرفين أنكِ المَعنيَّة بهذا الحرف الضئيل المواسي إذا شاء الله فقرأتيه، اغفري لي -غيرَ مأمورةٍ- عجزي عن إغاثتكِ، لا أعتذر إليكِ فلا عذر لي؛ لكني أسألكِ المغفرة، لئن لم يغفر لي فؤادُكِ لأكونن من الخاسرين.

لو لم تُرِدْ نَيْلَ ما

لو لم تُرِدْ نَيْلَ ما أرجو وأطلبهُ ** من جود كفِّك ما عودتني الطلبا

إن من الشعر ما يقرؤه الأعمى، ويسمعه الأصم، ويحفظه من لا يحفظ شيئًا.

ما ذا البيتُ في مناجاة الرب الأكبر الأكرم؛ إلا من نوع هذا الشعر.

لأن ألقى الله بكل خطيئةٍ

لأن ألقى الله بكل خطيئةٍ خلا الكبر؛ أهون من لقائه بالكبر.

الكبر خطيئةٌ غير معقولة المعنى ممن خُلق من نطفةٍ عاجزًا جهولًا.

لا أعلم سببًا يطرد الله به عن سبيله كالكبر؛ فليتَّقه عبدٌ يعوذ بالله من الطرد.

اقرأ إن شئت قول الله لإبليس في الجنة: “اهْبِطْ مِنْهَا فَمَا يَكُونُ لَكَ أَن تَتَكَبَّرَ فِيهَا”، ثم لمن سار سيره في الطريق إليها: “سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ”.