“يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ”.

“يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُءُوسِهِمُ الْحَمِيمُ”.

“ثُمَّ صُبُّوا فَوْقَ رَأْسِهِ مِنْ عَذَابِ الْحَمِيمِ”.

أليس هؤلاء العتاة المتكبرون في النار وقد أحاط بهم كل ما فيها من العذاب! لماذا يختص الملك الحق -تبارك عدلُه- رؤوسهم بحميمها، ومصبوبًا عليهم!

إنها رؤوس الجماجم التي كانت تكيد ماكرةً، والمحاجر التي كانت تزوغ شازِرةً، والوجوه التي كانت تستعلي باسرةً، والأفواه التي كانت تطغى فاجرةً.

ثم إن الرأس أعلى الجسد، ودلالة العلو النفسية أعظم من دلالته الحسية؛ فلتكن هذه الرؤوس في النار أسفل الحميم، وليكن الحميم مصبوبًا من فوقها.

ذلك؛ ولم يزل صب الماء فوق الرؤوس صورة إهانةٍ عند الناس أجمعين؛ كيف إذا كان الماء المصبوب حميمًا، وكانت الرؤوس في لَظَى، وكان المعذب الله!

ما أخجلني من الله شيءٌ؛

ما أخجلني من الله شيءٌ؛ كإلهامي طاعتَه عقب معصيته!

اللهم لك الحمد على فضائلك وفواضلك، وعليك الثناء جميلًا.

لولا أنك اللهم ربٌّ وغنيٌّ وكبيرٌ وودودٌ ورحيمٌ وبرٌّ وكريمٌ؛ لم تفعل.

ما جزائي من مولًى غيرِك إلا جزائي؛ بَيْدَ أنك مولًى لا كالموالي جميعًا.

قد كان حسبي من رأفتك ربي إمهالُك إياي بعد عصياني لعلي أؤوب وأتوب؛ كيف مددت الحنان لعاصيك وبسطت له الرحمة؛ فألهمت عقلي الطاعة، وشرحت لها صدري، ويسرت لها أسبابي! سبحانك ممهِلًا وملهِمًا وشارحًا وميسرًا وبحمدك أبدًا! واسوءتاه منك في الدنيا والآخرة وبرزخٍ بينهما وإن عفوت!

يا مكثري الدعوى اخفضوا أصواتكمْ

يا مكثري الدعوى اخفضوا أصواتكمْ ** ما كلُّ رافعِ صوتِهِ بمؤذنِ

إذا اجتمع الضب والحوت؛ لم يجتمع حب سيد الثائرين الحسين -عليه السلام- وموالاة الطواغيت وجيوشهم وشرطتهم وكهانهم في قلب مسلمٍ؛ فليُغنِّ أمثال هؤلاء في بيوت الله وعلى صفحاتهم ما يُغنُّون المدائح والمراثي؛ فإن الله حقٌّ لا يدخل عليه باطلٌ. ألا ما أقبح التجارة بسيد بيوتات العالمين على أهله صلاة الله!

من رأى العزلة أزكى لدينه

من رأى العزلة أزكى لدينه وأطهر، وكان من أهلها الذين هم أهلها، وسعى لها سعيها؛ فله ذلك، تلك شروطٌ ثلاثةٌ. فأما أن يزينها للمسلمين يدعوهم إليها، وقد علم أن الله أخرجهم للناس يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؛ فاللهم لا.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. مشروع التَّدْكَرَبَطِّيَّة: هو مشروع

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

مشروع التَّدْكَرَبَطِّيَّة: هو مشروع إحالة الآباء والأمهات أبناءهم وبناتهم -بأنواع الرفاهية السالبة والموجبة وألوانها- إلى دُكُور بطٍّ؛ لا يحرِّكون ساكنًا ولا يسكِّنون متحركًا حَذَرَ البهدلة، ولا يكادون يحسنون نظرًا أو عملًا فَرْطَ الدهولة، ثم يسابقون بهم إلى الزواج لا يرتابون في تأهُّلهم له طرفة عينٍ، ثم يحاسبونهم إذا أخفقوا فيه قليلًا أو كثيرًا، عاجِبِين كيف هذا وما فرَّطوا في تَدْكَرَبَطِّيَّتِهم من شيءٍ!

شاهدٌ من شواهد لطف ربِّنا

شاهدٌ من شواهد لطف ربِّنا في تشريعه؛ أيُّكم يتذوقه!

الحمد الله الذي لم يُلْزِم من المحبة فيه الصداقة؛ إذًا لشقَّ علينا ذلك.

“أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ”! جلَّ مِن رؤوفٍ.

كم من عبدٍ تجب محبته في الله ربانيًّا؛ وهو لا يناسب طبيعتك بشريًّا!

إنما يوجب صلاحُ عبدٍ ظاهرٌ؛ أن يُوالَى في الله ويُناصَر.

أما الصداقة فغير واجبةٍ؛ لتعلقها بأمورٍ إنسانيةٍ متفاوتةٍ بين عباد الله.

“لا تصاحِب إلا مؤمنًا”؛ دونَ افتراض صحبة كل مؤمنٍ.

اللهم مُكَبِّر الصغير ومُصَغِّر الكبير؛

اللهم مُكَبِّر الصغير ومُصَغِّر الكبير؛ اجعل حظَّنا من الصِّغَر في الباطل، وكِفْلَنا من الكِبَر في الحق، واشغلنا بنظرك إلينا عن كل نظرٍ، وبحقيقتنا في نفسك عن صورنا في أنفُس خلقك؛ رفعُك الرفع وخفضُك الخفض ولك المقاليد جميعًا.