إلى الصامتين أنصتوا. انقُبوا أفئدة

إلى الصامتين أنصتوا.

انقُبوا أفئدة المُقلِّين الشكوى.

ضاعفوا رعاية الذَّاهلين عن حظوظهم.

أفيَعتني بتحسينياتك؛ ولا تبالي بضرورياته! واهًا!

من هانت عليه حاجاته شُغلًا بحاجتك؛ فحقُّ مروءته الإكرام.

تحسبونهم سعداء من التبسم، تعرفونهم بسيماهم، لا يُجهِدون الأنفُس.

ما جزاء الواضع عن ظهرك أوزار همِّك؛ إلا أن تجد مرارة كتمانه وجعَه في حلقك.

قصةٌ قصيرةٌ؛ إلى الذين يحسبون

قصةٌ قصيرةٌ؛ إلى الذين يحسبون أنهم يختارون نوع ابتلائهم في هذه الحياة!

ابتُليت منذ أكثر من عشر سنين ببلاءٍ عظيمٍ، فأتيت به مولانا الوالد الشيخ رفاعي سرور، رفعه الله درجاتٍ، وسرَّه يوم الحسرات، فكأنه آنس من نفسي استنكارًا لبلائي، فقال لي كلمةً مبِينةً نفعني الله بها نفعًا طويلًا: “يا أخ حمزة؛ ما هو عشان يكون البلاء بلاء للإنسان؛ لازم ييجي في الشيء اللي يقول فيه: إلا ده”.

يا حبيبي؛ قل لنفسك إذا أنكرت بلاءها: إن ربي هو الذي اختار نوع بلائي، واختار درجته، واختار زمانه، واختار مكانه، واختار أسبابه، واختار حالي التي ابتُليت بها، واختار ما بلَغ البلاء مني، وإن ربي سميعٌ بصيرٌ، وإنه عليمٌ خبيرٌ، وإنه عزيزٌ حكيمٌ، وإنه برٌّ رحيمٌ، أولى بي منكِ ومن الخلق جميعًا؛ يا نفسُ طِيبي بامتحان الله.

الله أعلم حيث يجعل بلاءه، نحن عباده لا عباد غيره؛ فافعل اللهم بنا ما تشاء.

ربٌّ لا يؤوده حِفظ السماوات

ربٌّ لا يؤوده حِفظ السماوات والأرض؛ يؤوده حِفظك أنت! ما أنت!

إذا سألت خير الحافظين حفظًا أن يحفظك من فتنةٍ أو ضرٍّ؛ فسَلْه موقنًا.

لم تُشرع لك قراءة آية الكرسي حيث شُرعت؛ إلا لهذه وأمثالها من العقائد فيها.

قال: أراك تكتب في الطواغيت

قال: أراك تكتب في الطواغيت لا تبالي!

قلت: علم الله ضعفي وافتقاري؛ لكن ما الحيلة حبيبي!

قلَّ المُصَرِّحون وهم معذورون وكلهم خيرٌ مني، ولا أرى لنفسي إلا وَطْءَ مَوْطِئٍ يغيظ الكفار ومن والاهم، ثم إنهم لن يفعلوا بي -لا أمكنهم ربي مني- أكثر مما قضى الله لي، وقد قيل: “إذا ضربت فأوجع؛ فإن العاقبة واحدةٌ”. لعن الله الطواغيت ورحمنا. ادع لأخيك بالغفران والرضوان وما بينهما من وقاية الفتن.