اليوم توفى الله امرأتين صالحتين

اليوم توفى الله امرأتين صالحتين نحسبهما؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.

أسأل الله لهما -بأنه ربهما، وإليه رجعتا- أن يغفر لهما وإنه لغفورٌ، وأن يعفو عنهما وإنه لعفوٌّ، وأن يرحمهما وإنه لرحيمٌ، وأن يُنوِّر قبريهما وإنه لنورٌ، وأن يجعل ما لهما عنده من الكرامة والرضوان والحبور كما نرجو لهما وزيادةً من فضله الكبير، وأن يُفرِغ على أهليهما الصبر الجميل إفراغًا وفيرًا، وأن يجمعنا بهما وبسائر موتانا وقتلانا في دار الخلد، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا، واختم اللهم لنا بلا إله إلا الله تفيض فيضًا.

يا عباد الله وفَقِهتم؛ ليس

يا عباد الله وفَقِهتم؛ ليس في دين الله كله حرفٌ واحدٌ أن السحر أو المسَّ يُعذِران عبدًا في ترك صلاةٍ واحدةٍ، من علَّم الناس هذا فخائنٌ للدين وللمسلمين، الصلاة مفروضةٌ على كل حالٍ وحينٍ، لا يُسقِطها عذرٌ بين الأرض والسماء، إلا أن يزول عن المكلف عقله زوالًا تشهد له به أصول شريعة الله.

بلاؤك أقوى منك ما واجهته

بلاؤك أقوى منك ما واجهته وحدك، وأنت أقوى منه ما واجهته بالله.

بين يدي ربك فاشهد على نفسك بجهلك وضعفك؛ ذلك العلم وتلك القوة.

كذَبك من نعتك قويًّا، خُلقت ضعيفًا وبضعفك تلقى الله، ضعيف النفس ضعيف الجسد ضعيف ما بينهما، لا قوة لك في ترك هذا وفعل ذاك إلا بما قوَّاك الله. إذا علمت ذلك؛ لم تلق البلاء بصدرك، بل لقيته بفقرك، يا مسكين.

اذكروا من طال في أسقامهم

اذكروا من طال في أسقامهم الأمد لا تنسوهم.

لا تألفوا أمراضهم فإنها ما بقيتْ ذاتُ آلامٍ شديدةٍ.

لا تغفلوا عنهم حتى إذا ماتوا بكيتموهم ورثيتموهم.

زوروهم، واسُوهم، اجبروهم، أصغوا إليهم، ادعوا لهم.

من قال إن الأوجاع إذا طال عليها العمر هانت! بل تشقُّ.

لطف اللطيف بكل ذي علَّةٍ منا، وجعلنا في اللطف أسبابًا.

يا أرباب العافية؛ آتُوا زكاة العافية، رأفةً بأُولي البلايا ورحمةً.

نستغفر خير غافرٍ من تفريطنا في جنبكم مرضانا، ونستغفركم.

أحدهم يسألكم الدعاءَ له؛ فادعوا له صُدُقًا بالتخفيف وبالتطبيب.

يا حبيبًا طال في علَّته الأمد؛ طبَّبك الله، أصحَّك الله، لله فسامحني.

هل لك ذنوبٌ ترجو الرحمن

هل لك ذنوبٌ ترجو الرحمن غفرانها! هل من قادرٍ على مغفرتها غير الله!

أطع الله بطاعةٍ لا يصلح لها غيرك، ثم تملَّق رحمة الله فقل: رب قد أطعتك طاعةً لا يصلح لها سواي، أنت هديت إليها وأعنت عليها؛ فافعل لي ما لا يفعله سواك واغفر لي ذنوبي؛ فإن الله يحب تملُّقك له، وجزاؤه من جنس العمل.

فإن سألت عن الطاعات التي لا يصلح لها غيرك؛ فهي كل ما تعيَّن عليك من حقوق الخالق والخلائق؛ كالمكتوبات الخمس، والزكاة، وبرٍّ بوالديك في أمرٍ يحتاجانه منك أنت لا من غيرك، وإحسانٍ إلى زوجك تفتقر إليه منك وحدك.

كأني بك الآن قد أقبلت على مكتوبةٍ، فأحسنت التطهر لها، وجوَّدت قيامها وركوعها وسجودها، ثم فرغت منها فقلت ذلك تتملَّق الله، أو جلست إلى زوجك فاستخرجت منها مكتومات صدرها ثم طبَّبتها وجبرتها، ثم قلت ذلك تتملَّق الله، وكأني بالله قد أعجبه تملُّقك إحسانه مفتقرًا ذليلًا، فرحم ضعفك وغفر لك.

اذكروا الأسرى؛ في أنفسهم بالدعاء،

اذكروا الأسرى؛ في أنفسهم بالدعاء، وفي أهليهم بالصلة.

ادعوا لهم بالنجاة والمدد والثبات والمغفرة والرحمة والهدى والسكينة.

تفنَّنوا في صلة أهليهم بالتزاور والمال والجابر من القول.

اللهم أنت المولى وبهم أولى؛ طبِّبنا ببرِّ أسرانا وأهليهم أجمعين وطيِّبنا.

نسيانكم على قلوبنا حرامٌ أيها السادة، لعن الله ساجنيكم.

كتب شِبه إنسانٍ به جِنَّةٌ

كتب شِبه إنسانٍ به جِنَّةٌ على صفحته يقصدني بأُحْمُوقَتِه:

لِم تنكر ترحم المترحم على السادات ومبارك؛ وقد ترحمت على مرسي!

يا سافهًا نفسَه؛ تساوي بين مرسي وبين السادات ومبارك!

أقول ذا وأنا من أَنكر على مرسي إنكارًا وفيرًا؛ عامَّة ما أسخط الإلهَ فيه.

شيوخهم علَّة ولائهم وبرائهم، يدورون عليها وجودًا وعدمًا.

لِيَبْتَغِ الشيخ نفقًا في الأرض أو سُلَّمًا في السماء، هو خلفه أينما توجَّه.

اللهم ثورةً هاتكةً للخونة والدراويش؛ كما فعلت ثورة يناير.

كبُر على أشياع الأشياخ أن يقولوا: ضل شيوخنا في الطواغيت السبيل.

نعوذ بعزتك اللهم من الدوران على غير محكَمات الإسلام.