قال: أشكو شدة التدقيق في

قال: أشكو شدة التدقيق في المعاملات؛ فقل لي في ذلك الداء قولًا بليغًا.

يا حبيبي؛ ليس أحدٌ منا إلا يدقق، خلق الله في عقل كل إنسانٍ قوةً للتدقيق، لو لم يخلقها فيه ما أمره بالتدبر في كتاب الوحي المَتْلُوِّ المسطور، وبالتفكر في كتاب الكون المَجْلُوِّ المنظور؛ إذ إنه لا يتدبر ولا يتفكر إلا بهذه القوة المُودَعة فيه، فمن صرَّفها فيما خُلقتْ لأجله عُوفي من تصريفها في معاملات الناس ما قالوا وما فعلوا، ومن صرَّفها في غير ما خُلقتْ لأجله فلا يلومن إلا نفسه.

قال: كثرت معاصيَّ حتى يئست

قال: كثرت معاصيَّ حتى يئست من نفسي؛ فادع الله أن أموت فأُقطع عنها.

قلت: كيف طاعاتك؟

قال: قلَّت طاعاتي.

قلت: قلَّت طاعاتك فكثُرت معاصيك، لا أقول: هذا بسبب ذاك، بل هما شيءٌ واحدٌ؛ قلَّة الطاعات هي كثرة المعاصي، وكثرة الطاعات هي قلَّة المعاصي، كما أن إزاحة مادةٍ في الفيزياء تعني حلول مادةٍ غيرها محلَّها في نفس الآن؛ كذلك إزاحة طاعةٍ فيك تعني حلول معصيةٍ محلَّها في نفس الآن.

من عجز عن تكثير طاعاته وقدر على تقليل معاصيه فليُقلِّلها تكثر طاعاته، ومن عجز عن تقليل معاصيه وقدر على تكثير طاعاته فليُكثِّرها تقلَّ معاصيه.

كم من عبدٍ شق عليه ترك معصيةٍ فدافعها بفعل طاعاتٍ حتى دُفعت! وكم من عبدٍ شق عليه فعل طاعةٍ فاستعان عليها بترك معاصٍ حتى هانت عليه!

واعجبًا لمن ينهى الناس عن

واعجبًا لمن ينهى الناس عن قراءة غير القرآن من العلوم الشرعية في رمضان!

هذه نصائح الأجانب عن واقع الكثرة التي لا تكاد تقرأ القرآن ولا غيره خارجَ رمضان.

ما العقيدة والسنة والسيرة ونحوها من علوم الإسلام؛ إلا بيانٌ لبيِّنات القرآن من الهُدى والفرقان.

وما يدرينا! لعل نظر الناس في هذه العلوم يكون بداية علاقةٍ بها لا مُمسك لها بعد رمضان، وكم كان!

قياس أحوالنا على أحوال السلف كقياس النار على الماء أو هو أبعد؛ لو كان المانعون يعلمون.

إخوتاه؛ هذا حرفٌ لا يُرجِّح لكم على القرآن وتفسيره شيئًا؛ لكنه يُفتِّح أبوابًا ويُوسِّع أسبابًا.

بلَّغنا الله رمضان محفوظين بين إيمانٍ وعافيةٍ، وجبر كسور طاعاتنا فيه، وغفر لنا.

ظَنُّ الجاهلية، حُكم الجاهلية، تبرُّج

ظَنُّ الجاهلية، حُكم الجاهلية، تبرُّج الجاهلية، حميِّة الجاهلية.

بأركانها الأربعة أتمت الجاهلية الكافرة برمضان استعدادها لرمضان.

أليس ذلك بكافٍ غيرةَ أفئدة المؤمنين برمضان؛ ليتأهبوا له!

حسبُك نظرٌ عامٌّ إلى إعلاناتهم في الشوارع؛ ليُعلن قلبك عن يقظته.

قال: قل لي في هؤلاء المَكرة قولًا بليغًا يقيني رِجز مكرهم.

قلت: بينك وبينهم دينٌ وأعراضٌ ودماءٌ وأموالٌ وأسرى؛ أنَّى يفتنونك!

أقسم الفُجَّار جَهَد أيمانهم ليُفسدُن عليك ليل الشهر ونهاره.

كأني بك الآن تقسم جَهَد أيمانك: أفلحتُ في شهري وخاب المبطلون.

إلى من كثُرت خطاياهم وكبُرت

إلى من كثُرت خطاياهم وكبُرت حتى يئسوا من أنفسهم أن يتوبوا وظنوا مغفرة الله دون خطاياهم؛ هذا الله خير الغافرين ينادي: “من علم منكم أني ذو قدرةٍ على مغفرة الذنوب؛ غفرت له ولا أبالي، ما لم يشرك بي شيئًا”.

قل: اللهم إني إن ارتبت في وجودي فلا أرتاب في قدرتك على مغفرة ذنوبي؛ فاغفرها لي، قل: اللهم إني وإن جلَّت سيئاتي وجمَّت فإني لا أشرك بك مقبورًا ولا مقصورًا؛ فاغفر لي. الآن فتُب مستبشرًا بقبول الله المتاب.

أعجب ما رأيت من ربي

أعجب ما رأيت من ربي في معاملتي (الإمهال والإلهام)؛ إمهاله إياي بعد معصيتي ولو شاء عاجلني بما أستحق من عقابٍ غيرَ ظالمٍ لي، ثم إلهامه إياي بعدها طاعةً من الطاعات أتوب بها إليه، ولو شاء ألا يلهمني إياها فعل، لكنه كل معصيةٍ يمهلني ثم يلهمني، ولو لم يكن ربي غنيًّا لم يفعل، ولو لم يكن ربي كبيرًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي ودودًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي جميلًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي رؤوفًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي رحيمًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي كريمًا لم يفعل، ولو لم يكن ربي برًّا لم يفعل، ولو لم يكن ربي توابًا لم يفعل؛ فتبارك ربي غنيًّا كبيرًا ودودًا جميلًا رؤوفًا رحيمًا كريمًا برًّا توابًا.

حدثوني عن أعاجيب ما رأيتم من الله في معاملتكم؛ نِعم الحديث عن الله.

بان لي خطأٌ نحويٌّ في

بان لي خطأٌ نحويٌّ في منشورٍ كتبته ساهيًا، فحزنت حزنًا شديدًا.

قد تتخايلون هذا تهويلًا وليس كذلك؛ اللحن في العربية مصيبةٌ يُعزَّى فيها.

يا أحبتي وبورك بكم؛ من رأى منكم عثرةً لي في مبنًى أو معنًى؛ فليسدد لي وله المنة علي، في العام قبل الخاص؛ أستغفر الله من زللي هنا ثم إياكم.

ما من ليلةٍ تمر على

ما من ليلةٍ تمر على المسلمين في مصر؛ إلا ويُسجن فيها قليلٌ أو كثيرٌ.

لا تنسوا أسراكم وقت الإجابة اليوم، ذكر الله من ذكرهم في الملأ الأعلى.

واغوثاه رباه؛ أنجهم وآمنهم وثبتهم وارحمهم، أنت المولى وبهم أولى.

اللهم ذكرنا أسرانا ما بقوا، وأعنا على الوفاء بحقهم، وأمكنا من حابسيهم.

أستغفر الله من صلاةٍ صليتها فلم أدْعُه لهم في سجودها، واسوءتاه!

ما بقي في عقلي ما

ما بقي في عقلي ما أفهم به تفريط المتحابين في الوصال؛ طوعًا واختيارًا.

إن من ذاق الحب الذي هو الحب بالذوق الذي هو الذوق؛ أخطأ الجفاء وإن قصده.

إني -وقد تجرعت مرارات الفقد كثيرًا وطويلًا- لا أعقل هذا؛ كذب المفرطون وإن حلفوا.

“دخلت امرأةٌ النار في هرةٍ

“دخلت امرأةٌ النار في هرةٍ حبستها”.

أين يدخل من حبس خيار المسلمين سنين عددًا!

أسكنهم الله قعر جهنم خالدين فيها.

ربنا اجعل سجن أسرانا فداءً لهم من نارٍ مؤصدةٍ.

تعشقوا الدعاء للأسرى يا عباد الإله.

في الصحيح: “فكوا العاني”؛ أمرٌ يفيد الوجوب.

ربنا اغفر لنا عجزًا مُرًّا، وتفريطنا فيه.

إخوتاه؛ قد نعجز عن فكاكهم، لكنا للتواصي بحقهم مستطيعون.

قد نعجز عن فكاكهم، بَيْد أننا على إدمان الابتهال لهم مقتدرون.