لماذا لا تكتب عن فلانٍ

لماذا لا تكتب عن فلانٍ الأسير! قالها بلسان مستنكرٍ لا مستخبرٍ.

يا حبيبي وبسط الله لي في حُسن ظنك؛ لا أكتب عن أخي لأجله فافهم.

ما أخوك هنا إلا لأهله وأحبابه، وإن أوَّلهم موالينا المجاهدون وساداتنا الأُسارى.

إنما أسرانا بِضْعَاتٌ منا يُضْنينا ما يُضْنيهم؛ تولَّاهم مولاهم في بلواهم.

بالله أعوذ أن يجعل عقابي بما أستحق؛ نسيان القوم وخذلانهم.

أَخْوَف ما أخاف على نفسي

أَخْوَف ما أخاف على نفسي من الخلائق يوم التلاقي؛ روحي.

أُحاذِر أن تقول لبارئها إن أذن لها بالحديث: ربِّ سَلْ صاحبي ذا فِيمَ خنقني!

أُحِس هذا كلما قرأت القرآن أو سمعته؛ فانتعشَت به روحي.

إني وربي لعبدٌ لئيمٌ؛ كيف أَحْرم مخلوقًا فيَّ وَكَلَ أمرَه إليَّ حقَّه في الحياة!

أليس أقلَّ حقوق روحي عليَّ الحياة! فلا حياة لها إلا بالقرآن.

كيف لا أشعر باختناق روحي كل مرةٍ؛ إلا بعد شعوري بانتعاشها! بئس العبد.

ليتني قدَّمت لروحي معشار ما قدَّمت لجسدي من الرعاية.

يا روحي؛ أعلم أنه لو خُلِّي بينكِ وبيني لانعتقتِ مني؛ لكن أخِّريني وانظُري.

بك اللهم أستعين على بِرِّ روحي بكتابك؛ من بعد عهد الجَفا.

قد كان حقُّ روحي عليَّ تنعيمَها بالعمل بالقرآن؛ فاليوم ترجو الحياة بالتلاوة.

اللهم تلاوةً تُقَرِّب من عملٍ، وعملًا يُقَرِّب من رضاك، وتجاوَز.

ليست أمارةَ شيخوختك شعرتان تشتعلان

ليست أمارةَ شيخوختك شعرتان تشتعلان شيبًا في رأسك ولحيتك؛ لكن أمارتها خصلتان تستويان سُوقًا في قلبك وعقلك؛ الزهد في معاتبة الأقربين قبل الأبعدين، وكراهية مماراة العقلاء قبل السفهاء؛ سعد عبدٌ تعجل شيخوخته.

ليلتكم حنبليةٌ. ختام يومكم مسك

ليلتكم حنبليةٌ.

ختام يومكم مسك سيدي أبي عبد الله أحمد بن حنبل.

قال رجلٌ للإمام: كيف يرق قلبي؟ قال: “ادخل المقبرة، وامسح رأس اليتيم”. وسئل عن رجلٍ استقرض من أجل أن يَعُق عن المولود، فقال: “إني لأرجو إن استقرض أن يُعَجِّل الله له الخلَف؛ لأنه أحيا سنةً من سنن النبي صلى الله عليه وسلم، واتبع ما جاء عنه”. وجاءه رجلٌ فقال: إن لي والدةً مُقْعَدةً تسألك أن تدعو لها، فغضب وقال: “كيف قصدتني! قل لوالدتك تدعو لي؛ هذه مبتلاةٌ، وأنا معافًى”، ثم دعا لها، وعوفيت. رضي الله عن ربع بنيان الشريعة الرابع.

تدرون عباد الله؛ من أعظم

تدرون عباد الله؛ من أعظم الآن من المغضوب عليهم غيظًا يكاد منه يفور؟

المرتدُّون طواغيت العرب وأوتادهم؛ إي والذي علَّمنا ما الرِّدَّة والمرتدُّون.

يا ذا الملكوت والجبروت؛ أبقِهم في جهنم غيظهم لا يموت أحدهم ولا يحيا.

أما نحن فأحلاس ظلال قدرٍ مبينٍ قال بأفصح لسانٍ: ذلكم الفعَّال لما يريد.

أحال تقديرُه مُحال تقديرات الأرقام حتمًا مقضيًّا؛ فبَهَر وأدهش وحيَّر وأذهل.

يا قاهر الكُرَب العِظام وغالب المِحَن الجِسام؛ اغفر لنا سالف وهَن اليقين.

كأني بأسيرٍ وعليلٍ طال في ليل البلاء مُكثهما؛ بفالق الإصباح اليوم يحلفان.

لا غَرْوَ يا غَرْسَ أكناف بيت المقدس! نبوءة نبيءٍ أنتم ما أشار إليكم بهوًى.

بقي أن تعينوا كباركم على البراءة من أذناب أعدائه؛ كما جاهدتم رؤوسهم.

الله أقرأ رجال غزة من سورة النصر آيةً؛ ربَّاه كمالَ السورة وتمامَ الصورة.

أذا يومٌ أعجب الزُّراع فأغاظ

أذا يومٌ أعجب الزُّراع فأغاظ الكفار؛ أم أغاظ الكفار فأعجب الزُّراع!

مرحبًا بكل إثخانٍ في عدو الله وعدونا ومربحًا، وإلى الله المرامي والإيالات.

“هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّآءُ رَبَّهُ”؛ الآن فابتهلوا لكل مستذَلٍّ بالعز الداهم.

“لَا تَرْكُضُواْ وَارْجِعُوآ إِلَىٰ مَآ أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ”؛ كيف بيومٍ أخلصَ أتمَّ!

ربُّنا الله المحمود بما لا أجزلَ منه، المَثنيُّ عليه بما لا أجملَ منه.

اللهم مِن صادق هذي الحقائق زدنا؛ إنا ورحمتِك أفقر خلقك إلى كل خيرك.