القلق يضاعف الشعور بالبلاء من

القلق يضاعف الشعور بالبلاء من قبل وقوعه، ولعله بعزة الله ورحمته لا يكون.

لا تمرض قبل مرضٍ لعله لا يمسُّك العمرَ كلَّه، لا تُسجن قبل سجنٍ لعله ليس في اللوح المحفوظ عنوانه، لا تحسب كل صيحة بلاءٍ عليك، لا تَمت قبل موتك.

“مَآ أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ۗ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ”؛ أولئك المهديَّة قلوبُهم هم أكثر الناس في المِحَن سكينةً، وآخرون تضل قلوبهم فيها وتطيش.

ربَّاه يا جميل اللطف؛ إن تشأ تُسْكِن أفئدتنا في لُجَج المِحَن؛ فيَظْلَلْن ثوابت على ظهورها لا يَضْلَلْن السبيل، وأفرِغ علينا الصبر مسكوبًا لنرضى بك ونرضى عنك.

شكا إلي مواجع نفسه الكثيرة،

شكا إلي مواجع نفسه الكثيرة، فأدركَت قلبي عليه شفقةٌ بالغةٌ، ثم قلت في نفسي وله: هذه رأفة أخيك بك عبدًا ضعيفًا عاجزًا لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًّا؛ كيف بما لك الآن عند من هو أولى بك من نفسك ومن والدَيك ومن العالمين!

قيل لأعرابيةٍ: أيُّ بنيكِ أحب إليكِ؟ قالت: صغيرهم حتى يكبر، ومريضهم حتى يبرأ، وغائبهم حتى يَقدم. فمن أقرب لك -حائرَ النظر فقيرَ العمل- من مولاك! فأحسن به ظنك؛ فإنه عند ظن عباده به، وليفعل بك ربك في بلائك ما يريد.

اسأل ربك ما تشاء واثقًا

اسأل ربك ما تشاء واثقًا بفضله، فإذا منعك منه فثِق بحكمته.

هل يكون واثقًا بالله من يثق بصفةٍ له دون صفةٍ! سبحان الله!

إنما الثقة بالله الثقة بنفسه وأسمائه وصفاته وأقواله وأفعاله.

قل: ربِّ إني لا أفرِّق بين صفاتك، مسبِّحًا مقدِّسًا لك بها جميعًا.

لم يؤمن بالله مفرِّقٌ بين رسله؛ أفيكون مؤمنًا مفرِّقٌ بين صفاته!

“أَضَاعُواْ الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ”. ما

“أَضَاعُواْ الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُواْ الشَّهَوَاتِ”.

ما يزيد من هذه يَنقص من تلك؛ فاختر لنفسك.

تالله ما دُوفِعَت الشهوات بمِثل الصلوات؛ فمن شاء فليفعل.

يا حبيبًا مرِض قلبه بشهوةٍ؛ بالصلاة طبِّب قلبك موقنًا بما وعد الله لا مجرِّبًا.

مهما اقترفت المعاصي؛ فلا ترض

مهما اقترفت المعاصي؛ فلا ترض بها.

سخطك على سيئاتك حسنةٌ تدنيك من رضوان الله.

لعل بغضك خطيئتك وأنت تكسِبها؛ يكون سببًا لتحبُّب الله إليك بمَتابٍ.

تبارك من يرضى من عبده شيئًا بين رُكام مساخطه!

أشدُّ عقابٍ على تكرار ذنبك رضاك به.