في الحجاب؛ لا تستوي متديناتٌ

في الحجاب؛ لا تستوي متديناتٌ ومتزيناتٌ!

لا تستوي متدينةٌ بالحجاب ومتزينةٌ به، لا تستويان في حجابهما ولا في ثوابهما؛ فأما المتدينة: فالفاقهة حقيقة الحجاب في الإسلام، المقدِّمة في صورته مراد ربها على مراد نفسها، وأما المتزينة: فإما أنها لا تفقه حقيقة الحجاب في الإسلام، أو تفقهها لكنها تقدِّم مراد نفسها على مراد ربها. أيُّ المرأتين أنتِ!

قال: كثرت معاصيَّ حتى يئست

قال: كثرت معاصيَّ حتى يئست من نفسي؛ فادع الله أن أموت فأُقطع عنها.

قلت: كيف طاعاتك؟

قال (صادقًا): قلَّت طاعاتي.

قلت: قلَّت طاعاتك فكثُرت معاصيك، لا أقول: هذا بسبب ذاك، بل هما شيءٌ واحدٌ؛ قلَّة الطاعات هي كثرة المعاصي، وكثرة الطاعات هي قلَّة المعاصي، كما أن إزاحة مادةٍ في الفيزياء تعني حلول مادةٍ غيرها محلَّها في نفس الآن؛ كذلك إزاحة طاعةٍ فيك تعني حلول معصيةٍ محلَّها في نفس الآن.

من عجز عن تكثير طاعاته وقدر على تقليل معاصيه فليُقلِّلها تكثر طاعاته، ومن عجز عن تقليل معاصيه وقدر على تكثير طاعاته فليُكثِّرها تقلَّ معاصيه.

كم من عبدٍ شق عليه ترك معصيةٍ فدافعها بفعل طاعاتٍ حتى دُفعت! وكم من عبدٍ شق عليه فعل طاعةٍ فاستعان عليها بترك معاصٍ حتى هانت عليه!

يا حبيبي؛ لا تيأس من

يا حبيبي؛ لا تيأس من نفسك، أنت بخيرٍ ما جاهدت نفسك في فعل الطاعة وترك ال‍معصية، عبادتك التي خلقك الله لأجلها هي عبادة المجاهدة، وأبشر.

يا حبيبي؛ لو لم يُرد الله بك خيرًا بعد معصيتك ما عرَّضك للمتاب، فإذا عرَّضك للمتاب فتُب، تُب من فورك وإن حدثتك نفسك أنك راجعٌ لمعصيتك، وأبشر.

يا حبيبي؛ عمَّا قليلٍ تخِفُّ عليك طاعاتٌ طالما جاهدت نفسك في فعلها، وتشقُّ عليك معاصٍ طالما جاهدت نفسك في تركها، كلٌّ ببركات المجاهدة، وأبشر.

بلاؤك أقوى منك ما واجهته

بلاؤك أقوى منك ما واجهته وحدك، وأنت أقوى منه ما واجهته بالله.

بين يدَي ربك فاشهد على نفسك بجهلك وضعفك؛ ذلك العلم وتلك القوة.

كذَبك من نعتك قويًّا، خُلقت ضعيفًا وبضعفك تلقى الله، ضعيف النفس ضعيف الجسد ضعيف ما بينهما، لا قوة لك في ترك هذا وفعل ذاك إلا بما قوَّاك الله. إذا علمت ذلك؛ لم تلق البلاء بصدرك، بل لقيته بفقرك، يا مسكين.

إلى كل موحدٍ يطلبه الكفرة

إلى كل موحدٍ يطلبه الكفرة الفجرة وهو يحاذرهم؛ قل يا حبيبي: احتجبت بك اللهم من عدوي بأنك الباطن ليس دونك شيءٌ في الخفاء، واستترت بك اللهم عن عدوي بأنك المخفي ما تشاء عمَّن تشاء، ثم اتل قول ربِّنا المؤمن الحفيظ: “وَجَعَلۡنَا مِن بَیۡنِ أَیۡدِیهِمۡ سَدࣰّا وَمِنۡ خَلۡفِهِمۡ سَدࣰّا فَأَغۡشَیۡنَـٰهُمۡ فَهُمۡ لَا یُبۡصِرُونَ”.

يا ولي الله؛ لئن خفت فلقد خاف الصالحون قبلك، لوددت أني أظفر بتأمينك وحدي، عصمك الله منهم ما دمت حيًّا، وأخذ عنك العيون والأبصار، وجعل خوفك في سبيله اليوم بابًا إلى أمانك من عذابه غدًا، وإن يومًا يظهر فيه المسلم لا يبالي آتٍ لا محالة؛ لكنِ الشأنُ أن يجعلني الله وإياك فيه أسبابًا.

إن من أعوَص أنماط الناس

إن من أعوَص أنماط الناس في المعاملة؛ نمط المعادَلة الصعبة: إنسانٌ أحوجُ ما يكون نفسًا إليك، وأعسرُ ما يكون خُلقًا عليك، لا أنت -بعظيم حاجته إليك- تقوى على مفارقته، ولا أنت -بعسير خُلقه عليك- تقدر على مؤازرته.

يزاحمه في العَوَص إنسانٌ لا يصلك بما تحب من نوع الحب ودرجته ولغته، ولا هو يحب أن يصلك غيره بهذا، وإنه ليس ملومًا مثقالَ ذرةٍ أن قعد عما تحب من ذلك فلا إكراه في الحب؛ لكنه مذمومٌ ألفَ مرةٍ بما كرهه لك من غيره.

على الله تتوكل القلوب، وعلى

على الله تتوكل القلوب، وعلى الأسباب تتوكأ الجوارح.

“فَفَتَحۡنَاۤ أَبۡوَا⁠بَ ٱلسَّمَاۤءِ بِمَاۤءࣲ مُّنۡهَمِرࣲ * وَفَجَّرۡنَا ٱلۡأَرۡضَ عُیُونࣰا فَٱلۡتَقَى ٱلۡمَاۤءُ عَلَىٰۤ أَمۡرࣲ قَدۡ قُدِرَ * وَحَمَلۡنَاهُ عَلَىٰ ذَاتِ أَلۡوَاحࣲ وَدُسُرࣲ * تَجۡرِی بِأَعۡیُنِنَا”.

ترمق عينُ أحدهم “فَفَتَحۡنَاۤ”، “وَفَجَّرۡنَا”، “وَحَمَلۡنَاهُ”، “بِأَعۡیُنِنَا”؛ فلا تكاد جوارحه تتوكأ على الأسباب، وترمق عينُ آخر “بِمَاۤءࣲ مُّنۡهَمِرࣲ”، “عُیُونࣰا”، “ذَاتِ أَلۡوَاحࣲ وَدُسُرࣲ”؛ فلا يكاد قلبه يتوكل على الله، وترمق كلتا عينيك أفعال ربك كلَّها وأسبابه جميعَها؛ فيتوكل قلبك على الله، وتتوكأ جوارحك على أسبابه، وذلك الحق.

يا أهل غزة؛ إن في

يا أهل غزة؛ إن في صبركم ويقينكم وثباتكم لآياتٍ كبرى.

يجزع غيركم وتصبرون، ويرتاب سواكم وتوقنون، ويزيغ عَداكم وتثبتون.

كلما عاينت هذا قلت لأحبتي: الله أعلم حيث يجعل بلاءه.

لا يُستدل بظاهر الشدائد على باطنها، وإن لُطف الله بكل نازلةٍ لمحيطٌ.

من كان عن قانون الحب بين الله وصفوته أجنبيًّا؛ فليتنحَّ.

إن ما بين المبتلِي والمبتلَى لأسرارٌ، وإن دون الأسرار أسوارٌ؛ ما لنا ولها!

اللهم أنت المولى، وبكل مستضعفٍ أولى، وإنا عارفون.

مع احترامي لحضرتك: لعلها تقال

مع احترامي لحضرتك: لعلها تقال لهجاء قبيلتك، ومن تشدَّد لها.

أنا مش بَفْتِي: لعلها تقال لإباحة ما عُلِمت حرمته من الدين بالضرورة.

بدون قطع كلامك: لعلها تقال لقطع أنفاسك نفسِها عن نفسك.

اللهم لا شماتة: يقولها وغدٌ وقلبه يُقَهْقِه راقصًا.

اللهم لا حسد: يقولها عينُه اشتهاءَ زوالك لا زوال النعمة.

اللهم لا غِيبة: يقولها نفسُه بين يدَي عجائب بَهْتِه وغرائب إفكه.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: كم قالها دحيحُ إغواءً بالإلحاد وإغراءً!

فمن خادعَته زخارف العناوين عن حقائق المضامين في دنياه أو في الدين؛ فقد سَفِه نفسَه ليس بالمتين، وإن أحب الرجلين إلى الله نافذٌ بصرُه مكينٌ.

واغوثاه رباه! لا إله إلا

واغوثاه رباه! لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.

اللهم لا يأس من فضلك ولا قنوط من رحمتك؛ أنَّى وأنت الله!

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في السودان وغزة وسائر الشام والعراق، وأينما كانوا، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ، وأنت العزيز الرحيم.

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في السودان وغزة وسائر الشام والعراق، وأينما كانوا، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ، وأنت العزيز الرحيم.

اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين في السودان وغزة وسائر الشام والعراق، وأينما كانوا، أنت على كل شيءٍ شهيدٌ، وأنت العزيز الرحيم.

اللهم لا يأس من فضلك ولا قنوط من رحمتك؛ أنَّى وأنت الله!

واغوثاه رباه! لا إله إلا أنت سبحانك إنا كنا من الظالمين.