كانت الحاجة أمَّ الاختراع، فصار

كانت الحاجة أمَّ الاختراع، فصار الاختراع أبا الحاجة.

يخترعون لك ما يُجاوز التحسيني، ثم يحوجونك إليه -بالرَّغَب- فإذا هو عندك حاجِيٌّ، ثم يضطرونك إليه -بالرَّهَب- فإذا هو لديك ضروريٌّ، ثم إذا أنت بذلت له نفيسك؛ أغريت به سواك بنفسك، حتى تضحى آلةً رخيصةً تكفي مخترع الزخرف مؤنة تنفيقه، ومهما عظُم في أعيُن الناس بنيانُ سلعةٍ بباطلٍ؛ بقي في عين الله حقيرًا؛ فقل لنفسك كلما بَهَرَها تافهٌ: “كَلَّا لَيُنبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ”.

تحسبون هذا حَرًّا! إنما الحَرُّ

تحسبون هذا حَرًّا!

إنما الحَرُّ الذي يعانيه السادة الأحرار في السجون والمخيَّمات.

واغوثاه رباه أرأفَ رحيمٍ وأرحمَ رؤوفٍ؛ لطِّف لهم هواءك، وبرِّد لهم ماءك، واجعل شدة هذا الحَرِّ فداءً لهم من حَرِّ شمس يوم القيامة، واحبس حابسيهم في نار جهنم يتقلبون في صنوف عذابها أبدًا، اللهم فرجًا دانيًا واسعًا عجبًا.

لا غادر الرحمن رحمةً في يومه المشهود هذا؛ إلا أحاطكم بها.

كفى بربنا شهيدًا.

اليوم يوم الرجاء؛ فعلى الخوف

اليوم يوم الرجاء؛ فعلى الخوف فغلِّبوه، متزمِّلين بالحب متدثِّرين.

ما شِكاياتُكم في حياتكم كلِّها إلا من عيوبٍ وذنوبٍ وكروبٍ؛ فاليوم أنزلوا الثلاثة بالله ربكم، ما ظهر منها وما بطن، ما دقَّ منها وما جلَّ؛ أن يصلح العيوب، ويغفر الذنوب، ويكشف الكروب، مستبشرين بنعمةٍ منه وفضلٍ، أنه يستجيب لكم رحيمًا قديرًا، هو عليه هَيِّنٌ.

رب كيف لا أوقن بقبولك؛ ولو شئت ما فتحت لي إلى دعائك بابًا، ولعسَّرت عليَّ في الضراعة أسبابًا! أمَا وقد أدخلتني عليك طامعًا راجيًا؛ فإني معظِّمٌ فيك الطمع موسِّعٌ فيك الرجاء؛ فأسألك ذلك لي ولوالديَّ، ولأصحاب الحقوق عليَّ، والذين هم للدعاء سائليَّ.

من أسعدُ اليوم من عبدٍ أحسن الظن بالله؛ فكان الله له عند ظنه!

الله: العسير به يسيرٌ، والبعيد

الله: العسير به يسيرٌ، والبعيد به قريبٌ، والمُغلَّق به مفتوحٌ، والمُفرَّق به مجموعٌ، وهو بآمالنا وآلامنا محيطٌ؛ لكنه يقبض عليمًا ويبسط خبيرًا، لا يُجرَّب ولا يُمتحَن، من عامله على اليقين الأتمِّ أدهشه بظهور حكمته، ومن سلَّم له في السراء والضراء أشهده آثار رحمته، أولى بنا منا، وهو الكفيل الجميل.

تحدثني نفسي في الطاعة بالرِّياء،

تحدثني نفسي في الطاعة بالرِّياء، فأدافع حديثها؛ فهل تبطل طاعتي؟

حقيقة الإخلاص في الطاعة: انتفاء الرِّياء والسُّمعة والعُجب عنها، فأما حديث النفس فيها بالشيء من الثلاثة؛ فليس من قوادح الإخلاص؛ ما لم يطمئن بذلك قلبك أعاذك الله، ومن عَجبٍ أنه ما بقي العبد يدافع في طاعته حديث نفسه بهذه القوادح؛ فهو في طاعةٍ زائدةٍ عليها! فانظر إلى آثار رأفة الله كيف يعفو!

#في_حياة_بيوت_المسلمين. لماذا أُعَوِّد ولدي الفرائض

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

لماذا أُعَوِّد ولدي الفرائض قبل بلوغه؛ والله نفسُه لم يكلِّفه بها بعد!

لا يأثم غير المكلَّف بترك مأمورٍ أو فعل محظورٍ؛ لكن الواجب على أبويه تعليمه الفرائض إذا بلغ سبعًا، ومحاسبته عليها إذا بلغ عشرًا، كلُّ فريضةٍ بحُسبانٍ؛ فإنه إذا بلغ الحُلُم ثم فرط في الفرائض (بتفريط أبويه في تعليمه وتعويده)؛ فهو آثمٌ، وأبواه آثمان، وأما إن كان تفريطه (بغير تفريطٍ من أبويه)؛ فهو الآثم وحده، وما على أبويه من سبيلٍ، ولولا الله ما تحرك في صلاح الأبناء ساكنٌ.

هل يتقبل الله مني عملًا

هل يتقبل الله مني عملًا لم أنو فيه نياتٍ حسنةً تليق به؟

كل عملٍ (صالحٍ) خلا من موانع قبوله (الرِّياء والسُّمعة والعُجب)؛ فإن الله يقبله، كان وعدُه مأتيًّا؛ لكن لا يستوي فضلُ عملٍ جوَّد صاحبُه نياتِه وكثَّرها، وعملٍ لم.

متنٌ في معنى اسم الجلالة

متنٌ في معنى اسم الجلالة الأعظم (الله):

الله: الإله، والإله: الآلِه والمألوه؛ الآلِه معانيه أربعةٌ: الخالق، والعليُّ، والمحتجِب، والمجير، والمألوه معانيه سبعةٌ: المعبود بالقلوب، والمتحيَّر فيه بالعقول، والملجوء إليه بالنفوس، والمُقام عنده بالجسوم، والمحبوب حبًّا شديدًا مستلزمًا شدة الحنين إليه، والمفزوع إليه بالخوف طلبًا لأمانه، وبالرجاء طمعًا في إنفاذ وعده، والمضطرَب إليه بالعيوب ليُصلحها، وبالذنوب ليغفرها، وبالكروب ليكشفها. تلكم معاني اسم الجلالة الأعظم (الله)، أحد عشر معنًى.

#في_حياة_بيوت_المسلمين. ما كثُر اجتماع الزوجين

#في_حياة_بيوت_المسلمين.

ما كثُر اجتماع الزوجين على الطاعات والمباحات يتشاركانِها؛ قلَّ اجتماعهما على التشاجر والتخاصم، وما كبَّر زوجان ما حقُّه التصغير من أمور الدنيا؛ إلا بتصغير ما حقُّه التكبير من أمور الآخرة، وما سعى أحدهما في استيفاء حظِّه من صاحبه؛ إلا خسر أصل ما كان موفورًا له قبل هذا، والراشدون هم الأقلُّون.