لا إله إلا الله؛ كلنا له وجميعنا إليه راجعون، محمودًا على كريم قدره ولطيف قضائه.
توفَّى الله مولانا خير الرحمن نفسَ أَمَتِهِ الصابرة المحتسبة أم عبد الله زوج حبيبنا الغالي عمر رفاعي، بعدما تصدَّق عليها بداءٍ عُضالٍ -في جُمَلِ من عطايا البلايا أخرى- زمانًا طويلًا.
ربنا قد صارت أَمَتُكَ إلى ذمتك وحبل جوارك؛ فقِها اللهم -وأنت أهل الوفاء والحق- فتنة القبر وعذابه، واغفر لها، وارحمها، وعافها، واعف عنها، وأكرم نزلها، ووسع مدخلها، واغسلها بالماء والثلج والبرد، ونقها من الخطايا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأبدلها دارًا خيرًا من دارها، وأهلًا خيرًا من أهلها، وأدخلها الجنة، وأعذها من النار، وعاملها بما أنت أهله لا بما هي أهله، وارفع درجتها في المهديين، واخلفها في عقبها في الغابرين، وأفسح لها في قبرها ونور لها فيه، واقسم لها من الحظوة والكرامة عندك أطيب وأوفى، واترك عليها في الآخرين، وأثبها بما أوليتها من مصائب أمانًا في قبرها تطمئن به حتى تلقاك، فتجزيها يومئذٍ بأوسع الإحسان، واربط على قلوب أهلها ليكونوا من المؤمنين، وارزقهم أنعم ما رزقت أولياءك في قضاءٍ، واجمعنا بها راضيًا عنا في جوارك الكريم.