ليس شعرًا في سيناء: سيناءُ

ليس شعرًا في سيناء:

سيناءُ شرقُها.

سيناءُ رعدُها وبرقُها.

سيناءُ هُلْكُهَا وطَوقُها.

سيناءُ فتحُها إذا الوغى، وغلقُها.

سيناءُ في الهيجاءِ صمتُها ونطقُها.

سيناءُ في بأسِ النِّزالِ عزُّها ورِقُّها.

سيناءُ جَدُّها؛ لا هزلَنا، وحقُّها.

سيناءُ ربِّي قدْ تجلَّى فوقَها.

سيناءُ موسى باتَ في أرواقِها.

سيناءُ عِتْقُ بلاديَ المأمولُ في إعتاقِها.

سيناءُ حُلْمُ القدسِ والأحوازِ في أعماقِها.

سيناءُ جسرُ القارَّتينِ بَرُّها؛ فجمعُها أو فَرْقُها.

سيناءُ جارةُ لعنةٍ سوداءَ ترقبُ سَحقَها.

سيناءُ صَحْوُ الناسِ إن تصحو، وصعقٌ صعقُها.

سيناءُ صحراءٌ؛ فغضبةُ جَدِّكَ المُضريِّ منْ أخلاقِها.

سيناءُ عَدْنُ عساجدِ الفيروزِ، والزيتونُ منْ أعباقِها.

سيناءُ أختُ الشامِ، ذاتُ الطُّورِ، والتنزيلُ خلَّدَ سبقَها.

سيناءُ كلُّ الشأنِ في سيناءَ؛ فتقُها ورتقُها.

يا عزيزًا ذا انتقامٍ؛ اقتل بها خنثى الطواغيت وجندَه، وسيِّدَه الذي جاء به وعبدَه.

كل ما يذوقه أهل اليمن

كل ما يذوقه أهل اليمن السعيد اليوم -كشف الله عنهم البأساء والضراء- من جُمَلِ عذاب المشركين؛ في موازين سيئات شيوخ الطواغيت الأذلاء البؤساء؛ الخائنين منهم والدراويش لا فرق، أذكر رموزهم بالمقت واللعن والعار، أولئك الذين أيدوا عاصفة اليهود والصليبين وأوليائهم على الإسلام وأهله؛ من مصر والخليج والشام والمغرب وغيرها من بلادنا المحتلة، ومن قبل ومن بعد، ما أهونهم على الله!

مفاهيم فلسفية 1 : من

مفاهيم فلسفية 1 :
من الأمور الأساسية في التعامل الفلسفي، أن يتم التعامل بشكل منهجي، بحيث تترابط الموضوعة الفلسفية بشكل ينتظم أولها مع آخرها، وهذا لا يتم بسهولة بل ينبغي مراعاة عدة أمور وهي :
1. الاستيعاب الفلسفي : إذ التعامل مع الفلسفة بشكل تجميعي وخلط المدارس الفلسفية بعضها البعض دون معرفة خطوط الالتقاء بين هذه المدارس وخطوط الاختلاف دليل على عدم الاستيعاب والفهم الفلسفي لضوابط وأصول كل فلسفة.
2. الطرح العلمي للفلسفة : ويكون صاحب هذا الطرح عارف بالمضامين الأصيلة التي يرجع فيها لكل موضوعة فلسفية ويلتزم بمضمون هذا الطرح بشكل يجعله لا يخالف السياق التي طرحت فيه هذه المواضيع.
ومما نقدت به الفلسفات المثالية بشكل عام هو وقوعها في خلط في التعامل مع الأطروحات الفلسفية المختلفة، لذلك لم يسلم الماديون بمن التزم بالمقدمتين الفلسفيتين وجمع بينهما؛ والجامع بين المقدمتين الفلسفيتين جمعه ليس استيعابا ولا يصح أن يطلق عليه بذلك، بل من اتجه هذا الاتجاه كان يحاول أن يجيب على المعضلة التي تواجه فهمه للمادية بالموضوعة المثالية، ويحاول أن يجيب على المعضلات التي تواجه مثاليته بالموضوعة المادية وهذا يدل على عدم فهمه واستيعابه للاختلافات المتعارضة أبدا بين المثالية والمادية.
ولذا اصطلح على فلسفة أفلاطون وهيجل في أنهما فلسفتان موضوعيتان لأنهما التزما فيها بأصولهما المعرفية.
وما يحدد شكل الموضوعة الفلسفية أن هذه مثالية وهذه مادية يحكمه الجواب على نظرتهم للعالم، وعلاقة الفكر والوعي بالوجود والروح بالطبيعة – فمن يجعل الأسبقية للوجود الموضوعي (الوجود الخارجي المستقل عن وعي الإنسان، الوجود الذي يدرك ويتعرف عليه الإنسان عن طريق إحساساته ويفهمه على هذا الأساس) فيصطلح على أصحاب هذا الجواب بالماديين، ومن يجعل أسبقية الوجود للروح أو للوعي أو لعالم الأفكار فيصطلح عليهم بالمثاليين.
ثم تباعا لهذا، فمن يتعامل مع الظواهر بناء على الوعي الذي اكتسبه من خلال تعامله الحسي بهذه الظواهر وعالجها ودرسها من حيث وجودها موضوعيا يطلق عليهم ماديون، أما المثاليين فينطلقون من عالم الأفكار والروح لتفسير هذا العالم، فيسبقون الوجود الموضوعي بوصف يجتلب من خيالاتهم.
وعند الماديين يوجد المادي بوصفه الموجود موضوعيا خارج وعينا المستقل ويوجد الروحي الذي لا يوجد إلا في أذهاننا، لكنهم يعتبرون بالوجود الروحي كأمر تابع للوجود المادي، كأمر مكتسب من الوجود المادي؛ وتتم دراسته وبحثه وتجريده انطلاقا من فهم الوجود المادي للعالم، لا الانطلاق من المجردات الذهنية التي لا يمكن التحقق من معرفتها في هذا العالم.
أي يجب في المادية أن تكون معرفتنا سواء لواقعنا أو أي موضوع يتم جرده يتماثل مع الواقع الذي نعرفه وانعكاسا لقوانينه.
وبذلك يتصور الماديون الفلسفة وتعريفها أنها ينبغي أن تكون مستندة ومطبقة لأشمل قوانين العلم الصريحة في الصحة والتي تخلو من الاعتراض على التطور والطبيعة والمجتمع والتفكير.
كما يعتبر الماديون بأنه لا ينبغي عند تفسير أية ظاهرة تأتي في العالم من أنها لا تفسر، ويعتبرون بإمكانية وقدرة الإنسان على اكتشاف جميع القوانين التي يتحرك الواقع المستقل عن طريقها مهما طال الزمن، وأن جميع الإحساسات المخلوقة في الإنسان كافية لمعرفة العالم الذي يعيش فيه، ولو وجدت حاسة جديدة لن يكتشف شيئا جديدا مختلفا عن كل شيء سيعرفه بالحواس الموجودة فيه.
كما قام الماديون بنقد التفسير المنطلق من المجرد الفكري للواقع، وطالبوا أن يكون التفسير من المواقع بالشكل الذي يستوعب ظروفه بعيدا عن المجرد الذهني أو الانتقائية الثنائية، ولذلك نجد ماركس وأنجلز انتقدا بشكل لاذع ليس فقط فلسفة هيجل والتي يعمل ماركس عكسها تماما، بل انتقد اليسار الهيجلي الذين أرجعوا سبب اضطهاد العمال إلى طريقة تفكيرهم وزعموا أن إبطال هذا الاضطهاد يكون عن طريقة تغيير تفكير العمال!
أي يتعاملون مع ظاهرة اضطهاد العمال كما يتعامل بعض دعاة التنمية البشرية الذين يرفعون شعار “التفكير خارج الصندوق” بينما يبقى الصندوق هو هو لم يتغير مهما تغير فكر من كان داخله!
واعتبر ماركس وأنجلز أن هذا اضطهاد حقيقي واقعي ليس عبارة عن أوهام أو خيال وإنما هو نتاج علاقات حقيقية وواقعية ويجب أن تزال بصورة عملية من هذا الواقع وليس فقط عن طريق تغيير تفكير العامل!
وأن تفكير الناس تاريخيا هو نتاج كثير من الظروف المختلفة الواقعية وليست فقط مجرد أفكار في أذهان الناس تنتقل بين أذهانهم ولو تغيرت هذه الأفكار ستتغير ظروفهم!
فتهيئة بيئة جيدة تعتبر من القضايا المهمة والأساسية للتهيئة لفكر ينسجم معها، كذلك دراسة هذا الواقع وفهم جميع ظروفهم عامل مهم في التعامل مع تغييره إلى شكل ينسجم مع الحق البشري ككل.
فنلحظ مما ذكر أعلاه أنه لا يتوقف معرفة الفلسفة على مجرد معرفة الجوابين الأساسيين حول الوجود والوعي وعلاقتهما بالواقع، بل أيضا تستلزم تطبيقات على الصعيد العملي والاعتقادي في حركة الحياة البشرية.
مستقبلا سأتطرق لمفاهيم فلسفية جديدة، وبالله التوفيق ..
——————–
مفاهيم فلسفية 2 :
الكثير منا يرغب في القراءة والاطلاع على الفلسفة، لكن لا يدري من أين يبدأ، ولا يدري ما تعني، وما الذي سيستفيده من قراءته في الفلسفة، ولا يدري ما فائدة الفلسفة في حياته.
هذه الأمور تشغل بال القارئ، ورغبت في تخصيص هذا المنشور ليكون بداية لمن يرغب في قراءة الفلسفة.
لماذا جعلت هذا منشورا تابعا للمنشور الذي ذكرت فيه الجانبين الأساسيين للفلسفة؟
كان سبب تقديمي لمنشور المسألتين بمثابة توضيح للقضيتين التي ليست مهمة وحسب من حيث تأثيرهما الفلسفي، بل هما أيضا ما ينبغي على أي راغب في فهم الفلسفة أن ينطلق منهما حتى في تعريف الفلسفة!
فأحببت توضيح المقدمة الأساسية التي ينبغي لراغب الاطلاع على الفلسفة أن يستوعبها، من بعد ذلك أشرع في معالجة توضيح رغبات وأسباب القراءة للفلسفة.
– هل بمقدور أي إنسان أن يتعلم الفلسفة؟
بالطبع، طالما لديه القدرة على القراءة؛ لكن هناك إشكالية (طالما أتبنى وجهة النظر المادية) هذه الإشكالية تكمن في التعليم المدرسي والأكاديمي، الانطلاق من التعريفات وحفظها وحفظ مطلقيها، بينما وجهة نظري حول الأمر، الإنسان ليس بحاجة إلى هذا الشكل لمعرفة الفلسفة وليست هي المكان الخصب لتعلمها!
مما قاله ماركس “الفلاسفة أشبعوا العالم تفسيرا، والمهم هو تغييره”، إن الإنسان يتعلم من خلال الظروف المختلفة التي يمر بها أكثر مما يتعلمه في المدارس، وهذه الفلسفات التي حاول الفلاسفة فيها تفسير العالم مرتبطة بشتى الظروف التي يمر بها الإنسان في حياته ولن يستطيع فهمها واستيعابها خارج هذه الظروف.
لكن، ما هي الفلسفة؟
أطلق اليونانيون عليها (الحكمة) و(حب الحكمة) أو (عشق الحقيقة) ومهما كان ذلك فالفلسفة ليست مجرد الحكمة أو حبها أو عشق الحقيقة، وليست كما ذكر في الويكيبيديا ضمن التعريف بأن الفلسفة لا تعرف، وقد سبق ذكر جملة في المفاهيم رقم (1) بأنه لا ينبغي الانطلاق من تفسير شيء بأنه لا يفسر.
فالفلسفة علم العلوم، أو هي علم قوانين الطبيعة ككل، أو هي العلم الذي يشمل جميع العلوم ويدرسها ويضبطها وفق القوانين والأصول الطبيعية الشاملة، وسأتطرق لتوضيح هذه القوانين في وقت لاحق.
أما ما الفائدة التي يتحصل عليها قارئ الفلسفة؟
هذا يرجع إلى فهمه لأي موضوعة فلسفية ونوعية فهمه لها، فانطلاقه من حيث الواقع وظروفه يسهم ذلك بشكل كبير في طبيعة معالجة وحله لهذه المشكلة في إطار الواقع الحقيقي، ولا أخفي ماديتي هنا، إذ أن السلوك المثالي في التعامل مع أي قضية يتعامل فقط في مجرد الذهن أو حرب خيالات كما يصفها هيرستن في موجز تاريخ الفلاسفة لمجموعة من السوفيت.
كما أنه ينبغي للراغب في الاطلاع على هذه الفلسفة، أن يكون محددا لرغبته من اطلاعه وليس يكون لمجرد الكشف عن خباياها، بل عليه أن يحدد كيف يمكن الاستفادة مما يفهمه في مشواره هذا على صعيد حياته وثقافته، بل وممارسة هذه الفلسفة على الصعيد العملي وفهم ممارستها أيضا.
وما سأذكره هنا قد يختلف فيه معي بعض الإخوة، ولكن هو موجه للقارئ الذي ليس بمتخصص في دراسة الفلسفة ويرغب في الاطلاع عليها.
فعلى الرغم من الفارق بين علم الكلام والفلسفة والذي سأخصص حوله منشورا، إلا أن هناك فلسفات أيضا شبيهة بعلم الكلام من حيث لا ينتفع بها المطلع عليها ويستغني بما فيها من علم، وأنصح القارئ الذي يريد الاستفادة من الفلسفة دون أن يتخصص فيها ويعرف بطونها أن يختار الطرح الفلسفي الذي يتعامل مع العلم والتاريخ والمجتمع والأخلاق ويدرس قوانينها، (خاصة الكتب الفلسفية المادية التي تعنى بشكل كبير في دراستها وبحثها فلسفيا) ويتجنب الأطروحات اللاهوتية التي لا تغنيه في حياته، فعلوم الاعتقاد لا أنصح بدراستها انطلاقا من الكتب الفلسفية، لكن قد يستفاد من الفلسفة ومفاهيمها في جوانب شرعية أخرى كالفروع، والشريعة تكون هنا مع الفلسفة ضابطة لا أن تجر إلى الوسط الفلسفي.
وقد ذكر الشاطبي في مقدمات الموافقات جملة أعجبتني وهي (أنه لا يجب من العلم إلا ما يتوقف عليه عمل) وهناك من الفلسفة أمور يستقيم بها العمل ويفهم!
فعلى سبيل المثال لا الحصر :
نص جدا مهم :
– في تشرين الأول سنة ١٩٥٢ في مؤتمر آسيا والباسفيك من أجل السلام، عالم، هو جون هنتون، وكان قد شارك في لوس ألموس في “صنع القنبلة الذرية الأولى” قال :
“لمست بيدي أول قنبلة ذرية ألقيت على ناجازاكي، وأني لأشعر بالجرم الذي ارتكبته، كما أشعر بالخزي لأنني قمت بدور مهم في إعداد هذا الجرم ضد الإنسانية، ولكن كيف حدث أني رضيت القيام بهذه المهمة؟
ذلك لأنني كنت أؤمن بفلسفة ((العلم من أجل العلم)) الخاطئة، هذه الفلسفة هي السم الذي يقضي على العلم الحديث، ولقد كان من نتيجة الخطأ الذي يقوم على ((فصل العلم عن الحياة الاجتماعية والبشرية)) أني انتهيت إلى العمل في صنع القنبلة الذرية خلال الحرب، إذ كنا نعتقد أننا ((كعلماء يجب علينا أن نكرس جهودنا من أجل العلم الصرف، وأن على المهندسين ورجال السياسة إتمام بالباقي))، وأني لأخجل من القول بأنني انتظرت فضائع حرب هيروشيما وناجازاكي بالقنابل الذرية لكي أخرج من برجي العاجي وأدرك أنه ليس من “علم صرف” وأن لا معنى للعلم إلا بقدر خدمته لمصالح الإنسانية جمعاء، وأني لأتوجه اليوم إلى العلماء الذين يعملون الآن في الولايات المتحدة وفي اليابان في صنع الأسلحة الذرية والميكروبية قائلا “فكروا فيما تفعلون”.
– #كتاب : أصول الفلسفة الماركسية.
– بوليتزر وآخرون، ص ٣٦، ٣٧.
بالإضافة يعرض جورج لوكاش في كتابه (الأدب والفلسفة والوعي الطبقي) نقدا للفن والاستفادة من الفلسفة العلمية الأخلاقية في ضبط الفن.
فنجد الفلسفة هنا مفيدة في دراسة وعرض أمور تفيد البشرية، ولذلك يصطلح ماركس وأنجلز ولينين على مشاريعهم الفلسفية بأنها فلسفة ((للبروليتاريا)) أي فلسفة خصوصها للعمال في العالم وعلاج مشاكلهم مع الرأسمالية والإمبريالية.
فلما نعلم أن الشريعة لم تشمل كل العلوم، لكنها تشمل الأخلاق والضوابط، فالفلسفة العلمية الصحيحة الواعية تساعد وتساند الشريعة في هذا الجانب، كما ليس كل العالم يؤمن بالشريعة، فتساعد الفلسفة العلمية على علاج الكثير من الإشكالات والاختلافات مع غير المسلمين، إنها بمثابة الأرضية المشتركة التي نستفيد منها جميعا.
بالإضافة نجد بعض راغبي الاطلاع على الفلسفة يتخوفون من التأثير العقدي من خلال قراءة الفلسفة، هذا بشكل مجمل يعود تأثيره لطبيعة الظروف التاريخية في الإسلام وجر علوم الكلام إلى قضايا اللاهوت، وبالطبع توجد هناك فلسفة لاهوتية ولكن جميعها لا يكفي في معرفة اعتقادك، وأمور الاعتقاد لا تستقى من الفلسفة، ولكن هناك أطروحات كثيرة في الفلسفة مهمة لنا في حياتنا؛ فهناك أطروحات نقدية للسياسة يمكن الاستفادة منها على سبيل المثال (مختارات ماركس وأنجلز والآيديولوجية الألمانية والبيان الشيوعي؛ ومختارات لينين) وهناك نقد للفلسفات ككتاب (المادية والمذهب النقدي التجريبي للينين والنظرية المادية في المعرفة لجارودي) وهناك نقد للفن والأدب كما سبق ذكره وهناك نقد للاقتصاد ككتاب رأس المال وغيرها من الكتب التي يستفاد منها في حياتنا.
كذلك أنبه حول التلخيصات الفلسفية، جميع التلخيصات الفلسفية وأصحاب المشيخة والطرح الأستاذي الفلسفي لا تؤدي بحال إلى تعريفك بالفلسفة، بل قد تشوه الكثير من هذه الأطروحات (الطرح الفلسفي أصلا) وليس فقط تفكيرك وفلسفتك، فتقصي الإنسان عن المعرفة من مصادرها ومضامينها أمر مهم وتغنيه عن مفتي الفلسفة.
بل وأنصحك ككقارئ أن تسأل عن المصادر حول كل معلومة فكثير مما يدبغ بجلود الفلسفة ليس منها، ولا تظن أنك ستحصل على العلم الفلسفي لمجرد طرحك للأسئلة على المفتين، ولكن اسأل فقط في الجزئيات التي لم تجد إجابة عليها في الكتب الفلسفية التي قرأتها.
لعلي ذكرت مجمل الإشكالات التي تواجه القارئ على استعجال، ولنا لقاء إن شاء الله حول موضوع آخر ومفاهيم أخرى.
———————–
مفاهيم فلسفية 3 :
هل يستطيع أن يفكر الإنسان تفكيرا فلسفيا؟
تهتم الفلسفة بالأسئلة الكبرى، بأسئلة الوجود ومشاكله في المجمل، والملاحظ في حياة الناس، يجد أن معظم الناس وظروفهم لا تسمح لهم في الانهماك الفلسفي، الأفكار التي ترتبط بالبشرية ككل.
لكن بما أن للإنسان عقل يفكر به، فهو بلا شك يمر بمراحل جزئية وصغيرة من المراحل الفلسفية، وليس بهذا الشكل أنه يصبح فيلسوفا لمجرد أن لديه عقلا مفكرا كما يزعم غرامشي مثلا، ولكن يمر بمراحل الفلسفة الأولى، بالأسئلة الصغيرة التي تجيب على احتياجاته في حياته العملية والفكرية.
فالفلسفة لم تعد مقتصرة على تجاهل هذه الأسئلة الصغيرة بعد الماركسية، والتي تلعب دورا كبيرا في الحياة البشرية.
لكن ما الذي يجعل مثل هذه الأمور الجزئية ليست فلسفة ولا تشكل فلسفة؟
ذلك لأنها بحثت جواب السؤال أو جواب المشكلة بعيدا عن الأسئلة والأجوبة الكبرى في الفلسفة، وكان التعامل معها بشكل حتمي أشبه بالتفريعات الأرسطية التي مع كثرتها أغفلت بحث هذا الجواب في إطار عام وشامل للمباحث الفلسفية الأساسية لها.
فلما يتعرض الإنسان لمشكلة، في الغالب يكون جواب أو حل هذه المشكلة بطابع أناني، أي طابع لا يتعامل فيه مثلا بشكل هل الحل الذي سيحصل عليه سيؤثر على غيره أم لا؟ هل يؤثر في بيئته ومحيطه أم لا؟ هل الحل الذي سيحصل عليه يتناغم مع قضية الوجود البشري ككل؟
لذلك يصطلح على بعض الفلسفات كفلسفة أفلاطون بأنها فلسفة متسقة أو منسجمة، لأن جميع ما يمكن وصفه بتفريعات على أصل فلسفته لم تغفل أو تتغافل عن السؤال والجواب الأساسي الذي انطلق منه في بحث الحقيقة.
فالسؤال الفلسفي الأكبر الذي تنطلق منه سواء بحثته في المقدمة أو لم تبحثه يظل بحث جوابه قائما إلى نهاية بحثك الفلسفي، فهي لا تتعامل مع الجواب أو السؤال بشكل حتمي، وتطرح قابلية لدراستها وبحثها في المستقبل، إذ الحياة البشرية لا تتوقف بل هي في حركة دائمة ومتطورة وعلى هذا يجب على الفلسفة ألا تتعامل مع البحث والجواب والسؤال في إطار ينغلق فيه البحث عند شكل معين من أشكال البحث، بل يترك هذا إلى بحثها مع تطور المفاهيم والعلوم البشرية، ولذلك كلما تطور العلم، كلما تطورت الفلسفة، ولن تتطور الفلسفة ما لم يتطور العلم، فالعلم هو الذي يحكم على إغلاق هذا السؤال الفلسفي عندما يصل إلى درجة اليقين من أنه لن يكون هناك جوابا لهذا السؤال أو ذاك أكثر مما تم صياغته، كما حصل مع السؤال الأساسي للفلسفة المثالية، وبعد إدخال هيجل للديالكتيك عليه، وسيأتي الحديث عن الديالكتيك في موضوع آخر، ولذا قال الفلاسفة الماديون بعد هيجل، لا يمكن أن تذهب الفلسفة المثالية أبعد من هيجل، ولذلك فالديالكتيك أو الجدل وهو عبارة عن قوانين الفلسفة وآخر ما توصل له الإنسان في بحثه الفلسفي لا يمكن للإنسان أن يتجاوز هذه القوانين ويأتي بفلسفة جديدة أو فلسفة ثالثة غير المثالية والمادية، وتطور المثالية توقف بشكل دائم عند هيجل، وفلسفة هيجل مثالية أي ممن يجعل الأسبقية في الوجود للفكر، بعد هذا التطور الذي أدخله هيجل، لا يمكن للفكر المثالي أن يذهب أبعد من ذلك.
وكل ما يتم إثارته اليوم في الفلسفة سنجده وبشكل لازم يندرج تحت ما تم الوصول إليه أساسا في البحث الفلسفي المثالي.
الذي يختلف في المادية حتى مع وجود الديالكتيك حتى بعد صياغتها من قبل ماركس وأنجلز وتطوير لينين للنظرية الماركسية، وبالطبع فالمفاهيم الأساسية فيها ثابتة لن تتغير، أن لديها القابلية للتطور ضمن هذا الديالكتيك، كلما تطور العلم، وتظل في تطور منسجم مع ما تم بحثه حول القضايا الكبرى الأساسية في المادية في مجال الوجود والوعي وأن هذا الوجود سابق لعملية الوعي وأن اكتساب الوعي لاحق للوجود.
فالانسجام والبحث الفلسفي يكون فيه البحث متسقا في نتائجه التي يتوصل لها أو سيتوصل إليها مع الأسئلة الوجودية الكبرى التي تم بحثها.
وطالما لا يوجد انسجام أو اتساق فلا تسمى فلسفة، أو لا يصح إطلاق فلسفة موضوعية أو منسجمة عليها.
وهذا مرهون به أي تفكير فلسفي، طالما التفكير الفلسفي ملتزم بما تم بحثه في الإطار القلسفي الشامل، فهو تفكير فلسفي، أما بقية التفكير وإن كان في مراحل بسيطة منه شبيه بما يمكن بحثه فلسفيا وإلا فليس هو تفكير فلسفي.
————————–
مفاهيم فلسفية 4 :
التعامل الجامد مع مفهوم المادة يعد مشكلة أساسية في فهم التصور الديالكتيكي لطبيعتها.
فعندما أجاب الديالكتيكيون عن مفهوم المادة في أنها الوجود الموضوعي المستقل عن وعينا والممكن إحساسه، وكيف هي المادة؟ فأجابوا أن هذا يعود للعلم وما يقرره من البداية إلى النهاية بحيث لا يسلمون بشكل ساذج بصورة أولية لمادة ما بل يتركون المجال للعلم ولتطور وعي الإنسان ليدرس هذه المادة حتى شكلها النهائي فلا يتوقفون مثلا عند أن الشمس قرص أصفر، بل تعتبر هذه معطيات أولية في طبيعة معرفتنا تكون بمثابة مقدمة لمعرفة جديدة عن طبيعة وحقيقة هذا النجم وهكذا، كان هذا التعريف تفريقا بين المفهوم الشامل للمادة وبين ماهيتها، وهو الذي شكل نقطة اختلاف بين الجدليين وبين الماديين الميكانيكيين وعقيدتهم الجامدة التي مع اعترافها بوجود المادة واعترافهم بالإحساس بها، إلا أنهم لم يتجاوزوا الإشكال الذي تقع فيه المادية الساذجة التي غفلت عن استيعاب حركة المادة والمعرفة على حد سواء، فتعاطوا مع المعروف الأول عن طريق الحس بما يعني أنه المعروف النهائي عنه، الشمس قرص أصفر، وتوقفت عند هذا التوصيف وتجاهلت حركة العلم والمعرفة التي تؤثر أيضا على طبيعة وعي الإنسان.
فجوهر الأشياء المادية وكنهها نسبيان بالقدر الذي تكون عليه طبيعة المعرفة عند الإنسان، وكما هما كذلك، فطريقة المعرفة ووعي الإنسان بهذه المادة ينبغي أن تكون مستوعبة لنسبية كنه وجوهر المادي.
فهي تتعامل مع جوهرها كموجود وتتعامل مع حركتها كموجود وتتعامل مع تغييرها كأمر موجود وتتعامل مع جوهر ما يحصل وجوده بعد ذلك كنتيجة موجودة ومادة موجودة وإن كانت تختلف عن المادة الأولى التي كانت عليها وهي تتعامل مع الحالات الفيزيائية للمادة كموجود مادي ينتقل من حالة إلى أخرى ولا تجمد على الصورة المعطاة الأولى بوصفها أمر نهائي عند وجوده مادي وعند فنائه عدم، بل هي في حالة حركة وانتقال وهذه الحالة هي صورتها المادية المتغيرة على الدوام بوصفها قضية معرفية نسبية.
———————
مفاهيم فلسفية 5 :
من الإشكالات التي تواجه المادية، ربط مفهوم المادة بحالات المادة الفيزيائية فقط، وتجاهل حركتها وانتقالها وخصائصها عن كونها أمور مادية أيضا!
فمما تم الاعتراض به على المادية كانت هذه الخصائص الفيزيائية بوصف النور ليس ماديا والطاقة وهكذا !
هل النور موجود بشكل مستقل عن وعي الإنسان؟ نعم .. هل الطاقة وأشكالها موجودة بشكل مستقل عن وعي الإنسان؟ نعم..
إذن فهما ماديان بالوصف الفلسفي للمادة على اعتبار أن المادة هي الواقع الموضوعي المستقل عن وعي الإنسان والممكن أن تتعاطى معه أحاسيسه.
إن انتقال مادة فيزيائية من شكل فيزيائي إلى آخر وطبيعة وشكل هذا الانتقال وخصائصه، هي أشكال مادية، هو واقع مادي موضوعي!
وأن جميع النظريات العلمية التي ثبتت صحتها حول جميع ما يتعلق بالمادة الفيزيائية وانتقالها من شكل إلى آخر، هي معارف استنتجها الإنسان من خلال دراسته لهذا الواقع وبحثه له ولطبيعة وحركة المادة فيه، وهذه النظريات جميعها ما هي إلا معلومات اكتسبها الإنسان عن طريق إحساساته التي درست هذه الخصائص لهذه الأشياء الموجودة في الواقع الحقيقي.

قال: ألا ترى الشام -اليوم-

قال: ألا ترى الشام -اليوم- وما صار إليه!

قلت: كذلك الجهاد بأهله مُذ شرعه الله لهم يا صديقي.

دفعٌ وطلبٌ، علمٌ وجهلٌ، عدلٌ وجورٌ، ثابتٌ ومتغيرٌ، دماءٌ وأشلاءٌ، أسرٌ وجرحٌ، نقضٌ وبناءٌ، اجتماعٌ وافتراقٌ، قوةٌ وضعفٌ، قدرةٌ وعجزٌ، عزمٌ وفتورٌ، اختيارٌ واضطرارٌ، مهادنةٌ ومنابذةٌ، تجردٌ لله وإخلاصٌ للحق ونزوعٌ إلى النفس والدنيا، أرباحٌ وخسائر، نظامٌ وفوضى، تدبيرٌ وعبثٌ، تفريطٌ وغلوٌّ، نورٌ وعَمَايةٌ، كرٌّ وفرٌّ، حقٌّ وباطلٌ ومحتمَلٌ بينهما، غلبةٌ وفشلٌ وحالٌ بينهما، كلُّ ذلك.

إذ يتداخل الدينيُّ والسياسيُّ والاقتصاديُّ والنفسيُّ والثقافيُّ والاجتماعيُّ والعسكريُّ؛ فتكون سننُ الله الجاريات بأهلها، لا تجد لسنة الله تبديلًا، ولا تجد لسنته تحويلًا.

وإذ تمزج حكمة الله بين كسب عباده وبين أقداره؛ ليقضي -عزيزًا رحيمًا- أمرًا كان مفعولًا.

كيف بالجهاد في زمنٍ عمَّ فيه الجهل والظلم، وغلب فيه الضعف والعجز؟!

فالواجب تسديد السادة أهله سددهم الله وأيدهم؛ بإعانتهم على البر والتقوى، والنكيرِ عليهم في الإثم والعدوان، من المجاهدين والقاعدين سواءً، ومدِّهم بكل مشروعٍ مقدورٍ، والدعاءِ لهم على كل حالٍ، وعطفِ قلوب الناس عليهم، واللحاقِ بهم لمن استطاعه وكان أحبَّ إلى الله موقعُه.

لا أن يُخذَّل عن سبيلهم، ويُشنَّع على أخطائهم، ويُفسَد ذات بينهم؛ فتُكشف ظهورهم، ويُعان الكفر عليهم، وتخرب ديار الإسلام بعد خرابها، وتُنقض عرى الإسلام فوق نقضها.

إن هؤلاء الذين ينظرون ويُنظِّرون وينتظرون جهادًا نتفق فيه مع أعدائنا -بكل مودةٍ وصفاءٍ وعبير وشيماء- على زمانه ومكانه وخططه ووسائله ومدته وغايته؛ حمقى أو مجرمون.

حبظلم جدن جدن من شهادة

حبظلم جدن جدن

من شهادة شبابنا المغدور

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=335355826867695&id=100011798400498

قال ما نحن فيه بسبب ذنوبنا

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=271938919876053&id=100011798400498

باسمك الله مستعانا

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=140342849702328&id=100011798400498

شيوخ الحيض والنفاس

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=273719113031367&id=100011798400498

طبعا السفير الروسي رسول

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=273547606381851&id=100011798400498

عن الملعون سفير روسيا

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=274677436268868&id=100011798400498

هذا تعليق على تعليقات

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=272307049839240&id=100011798400498

أخوف ما أخاف علينا

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=307714426298502&id=100011798400498

ذلك يوم كله لطلحة

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=306068896463055&id=100011798400498

كم من مريد للخير لن يصيبه

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=384752391928038&id=100011798400498

قال أحسب هذا القدر انتقاما

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=377481589321785&id=100011798400498

حروف عن حتوف

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=375735962829681&id=100011798400498

ليلتان بالمستشفى

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=365112687225342&id=100011798400498

أخي الحجام

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=355477761522168&id=100011798400498

وقفت بنفسي على أكثر من تجربة دعوية

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=355326701537274&id=100011798400498

اوع تعاطفك مع اخواتك المسلمين

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=355139908222620&id=100011798400498

نزع السلاح

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=354782088258402&id=100011798400498

حكاية المطعم

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=352674731802471&id=100011798400498

قال ألا ترى الشام اليوم

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=340404929696118&id=100011798400498

أعجب شروط تفسير القرآن

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=335011756902102&id=100011798400498

لكن الموصل لا بواكي لها

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=316020895467855&id=100011798400498

ترى صديقي هؤلاء الذين ينقضون السلفية

https://www.facebook.com/permalink.php?story_fbid=307995286270416&id=100011798400498

من لا يحمد -لله- جهاد

من لا يحمد -لله- جهاد “الدولة” الميمون عدوَّ الله؛ فليتهم دينه أو قلبه، ومن خرس عن غلوهم الكلي الطافح بأي زعمٍ؛ فليتهم دينه أو عقله.

وثناؤنا على القوم بخيرهم الظاهر ليس منةً عليهم، والمنة للمجاهدين على كل مسلمٍ؛ بل قيامًا للحق فيهم، ووفاءً لأياديهم، وشرفًا للنفس.

نصرهم الله على عبيده المشركين، ووقى شرهم عباده المسلمين.

“يا خبيث”، “يا يهود الجهاد”، “أنت تدافع عن المرتدين”، “قاتلك الله”.

هذا بعض ما رماني به إخوةٌ قمت في “خلافتهم”! بما أدين لوجه الله سيدي.

لا أشك طرفة عينٍ في ابتغائهم نصرة الإسلام والمسلمين؛ لذلك أُحلُّهم أجمعين.

ولا حظ لنفسي مع ديني وابتغاء مجده، ولا مع أمتي وقصد إعزازها.

لكني لا أشك -مع هذا- في ضيق عقول السابِّين، وفي ضعف بضاعتهم.

وأعلم أنه حصاد النظر في مقولات المتأخرين، دون مطوَّلات المتقدمين.

يا شبيبة الإسلام الأماجد: سيبقى المجمع عليه مجمعًا عليه؛ لا كما أَوْهَمَ “الإخوان” بالأمس، والمختلَفُ فيه مختلَفًا فيه؛ لا كما تُوهِمُ “الدولة” اليوم.

ذلك، ولا يُشَغَّبُ علينا -في المقام- بجُمَل العار في الشام التي نلعنها بلعنة الله ليل نهار، وطال ما قبحناها وأهلها، لا ولَّاهم الله للمسلمين أمرًا.

لكن لا يلزم من استدبر وجه تفريطٍ فاجرٍ؛ أن يستقبل وجه غلوٍّ مظلمٍ.

ألا إن بالشام حقًّا غير محصورٍ في طائفةٍ، وباطلًا كذلك، ومحتمَلًا بينهما.

قد أشهد الله عامة المؤمنين عامة هذا، ولم يبق مجحفًا إلا جاهلٌ أو ذو هوىً.

تلك طريقة المبتغين الإصلاح على الرَّشَد، لا من يرمِّم الجراح على ما تحتها.

إذا ما الجُرْحُ رُمَّ على فسادٍ ** تبيَّنَ فيــــــهِ تفريطُ الطبيبِ

القصدَ القصدَ عباد الله؛ لا وَكْسَ ولا شَطَطَ، وتواصوا بالحق والمرحمة.

هذا تعليقٌ على تعليقاتٍ (قديمةٍ

هذا تعليقٌ على تعليقاتٍ (قديمةٍ وحديثةٍ) لإخوةٍ، يقولون -كلما أنكرت على جماعتهم “تنظيم الدولة” باطلهم-: “أنت تصد عن الجهاد”، “أهذا أوان ذاك؟!”، “أرغم الله أنفك”، “هؤلاء خصماؤكم يوم القيامة”، “تشنعون عليهم من تحت الأسرة”، “يا مجاهدي الكيبورد”، “لا يفتي قاعدٌ لمجاهدٍ”، ناهيك عن جُمَل فحشٍ -في العام والخاص- رأى الله، أما أفجر فاجرةٍ؛ فقول بعضهم: “يا عدو الجهاد”:

أما جهاد “تنظيم الدولة” عدوَّ الله وعدوَّ المؤمنين -قديمًا وحديثًا- فبارك الله به لدينه وعباده المؤمنين، لا نبخس الناس -قوامين بالقسط شهداء لله- أشياءهم، مشكورٌ غير مكفورٍ، ظاهرٌ غير مستورٍ، لعن الله عدوهم وعدو المؤمنين وبصَّر به وأمكن منه.

وأما غلوهم -مع هذا- فمنهجيٌّ مركبٌ طافحٌ أسود، لا نخوضه وقد كفانا الله مؤنة بيانه صُراحًا بواحًا فله الحمد، وإنما يعمَى عنه من ذاب بهم -اليوم- ذوبان الإخوان بجماعتهم بالأمس، وفي الأثر: “حبك الشيء يعمي ويصم”، والمتحيز لا يميز، وهذا -والله- من عَوَر الأبصار والبصائر جميعًا.

ومع عداوة “تنظيم الدولة” “جماعة الإخوان” إلى حد تكفيرها كفر طائفةٍ -قبح الله إفكهم- إلا أنهم ما تركوا قولًا للإخوان دميمًا كانوا يقولونه إذ كنا ننكر منكراتهم؛ إلا قالوا به، لكن بأقبح وأفجر.

وأما الخرس عنهم -بدعوى فضلهم وتكالب الكفار عليهم- فضلالٌ بعيدٌ.

قد عاتب الله -علا وتعالى- نبيه -صلى الله عليه وسلم- عتابًا عظيمًا -هو والله من دلائل نبوته- على مرأىً ومسمعٍ من الكفر وأهله -والصراع يومئذٍ على أشده- فقال: “عَبَسَ وَتَوَلَّى” إلى قوله: “فَأَنتَ عَنْهُ تَلَهَّى”!! وقال: “وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ”، حتى قالت أمنا عائشة -رضي الله عنها- فيها: “لو كان رسول الله كاتمًا من الوحي شيئًا؛ لكتم هذه”، وقال: “مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ * لَوْلَا كِتَابٌ مِّنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَآ أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ”، وقال: “عَفَا اللَّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ”، وقال: “يَآ أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَآ أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ”.

وقال الله -جلَّ وعزَّ- عن يونس -صلى الله عليه وسلم-: “وَلَا تَكُن كَصَاحِبِ الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ”، حتى قال: “لَوْلَآ أَن تَدَارَكَهُ نِعْمَةٌ مِّن رَّبِهِ لَنُبِذَ بِالْعَرَآءِ وَهُوَ مَذْمُومٌ”، تأملوا هاتين -يا بصَّركم الله- “لَنُبِذَ – مَذْمُومٌ”!! لا إله إلا الله.

وهذا نبي الله آدم والدُنا حبيبنا -صلى الله عليه وسلم- قد جمع الله له خمسًا لم تجتمع لغيره؛ “إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ”، “وَعَلَّمَ آدَمَ”، “اسْجُدُواْ لِآدَمَ”، “لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ”، “وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي”، فلما كان منه ما كان -وقد خدعه إبليس بالله فانخدع له- قال الله: “وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى”.

وعاتب -سبحانه وبحمده- أصحاب نبيه بعد أحدٍ -وهي ما هي وهم من هم- بعتابٍ فصلٍ بيِّنٍ يسمعه أعداؤهم فقال: “مِنكُم مَّن يُرِيدُ الدُّنْيَا”، وما خبر الصحابي مع اليهودي -في سورة النساء- بخفيٍّ، ولا ما نزل في حاطبٍ -رضي الله عنه- بمكتومٍ مطويِّ.

وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في أصحابٍ له، أفتوا (في معركةٍ) رجلًا أصابه حجرٌ فشجَّ رأسه، ثم نام فأصبح جُنُبًا؛ أفتوه بالغسل، فمات؛ قال: “قتلوه قتلهم الله”!

ما عساه يقول اليوم -بأبي هو وأمي- في جُمَلٍ من الغلو والبغي؟!

ولو تتبعتُ عتابَ الله -تقدَّس وتبارك- أنبياءَه وهم صفوة الحق، وعتابَ أنبيائه -صلوات الله عليهم وسلامه- أصحابَهم وهم خيرة الخلق؛ ما انتهى المقام.

ولم يزل الأئمة الأربعة -سيما سيدنا أحمد- وكثيرٌ من أهل العلم -وهم في بيوتهم ومساجدهم- يسددون للجهاد وأهله؛ يقولون -حسبةً لله والإسلام-: هذا معروفٌ، وهذا منكرٌ.

فاتقوا الله -عباد الله- في المجاهدين أنتم، وأمسكوا عن عصبيةٍ مقيتةٍ، لا تجحدوا خيرهم، لكن أنكروا شرورهم، ذلك أحفظ للإسلام وللجهاد ولأهله وللناس.

وبمثله أقول لغيرهم من جماعات القتال، وإنما خصصتهم لما كان منهم.

ذلك، وإني لألعن -بلعنة الله وملائكته وصالحي عباده- فضائح مخازي التفريط بالشام، وما أزريت بالغلو إلا قدمت بين يديه ما تسبب فيه من دنس التفريط.

تولى الله بالعقوبة كبراء التفريط والغلو جميعًا، وهدى المساكين عامتهم.

ربنا واسق أمة حبيبك -من بين فرْث التفريط ودم الغلو- لبنًا هنيئًا.

قال: ما نحن فيه بسبب

قال: ما نحن فيه بسبب ذنوبنا.

قلت: صدقت؛ ومن أعظمها التفريط في خمسٍ؛ العلم على وجهه، والجهاد بأنواعه، والحِسْبة على شرطها، والدعوة إلى الإسلام كله، والإحسان إلى الناس.

قال: هو قدرٌ يجب أن نسلِّم به.

قلت: صدقت؛ نسلِّم لله به، ونتبصَّر حكمته فيه، وندفعه بكل مشروعٍ مستطاعٍ.

قال: نحن أضعف من مدافعته.

قلت: قد يضعف بعضنا على حالٍ أو في حينٍ، ويكون واجبًا عليه التقوِّي بما يسر الله له من أسبابٍ. أما أن يُعمَّم هذا في الناس؛ ففتنةٌ في الأرض وفسادٌ كبيرٌ.

قال: انظر الشام وما حلَّ بها.

قلت: كذلك الجهاد بأهله مُذ كان؛ دماءٌ وأشلاءٌ، أسرٌ وجرحٌ، دفعٌ وطلبٌ، نقضٌ وبناءٌ، تفريطٌ وغلوٌّ، نورٌ وعَمَايةٌ، كرٌّ وفرٌّ، حقٌّ وباطلٌ ومحتمَلٌ بينهما، غالبٌ ومغلوبٌ، حيث يتداخل الدينيُّ والسياسيُّ والاقتصاديُّ والاجتماعيُّ والعسكريُّ؛ فتكون سننُ الله بأهله. كيف به في زمنٍ عمَّ فيه الجهل وطمَّ فيه الظلم؟! فالواجب تسديد أهله؛ بإعانتهم على البر والتقوى، والنكيرِ عليهم في الإثم والعدوان، من المجاهدين والقاعدين سواءً، ومدِّهم بكل مشروعٍ مقدورٍ، والدعاءِ لهم على كل حالٍ، وعطفِ قلوب الناس عليهم، واللحاقِ بهم لمن استطاعه وكان أحبَّ إلى الله موقعُه. لا أن يُخذَّل عن سبيلهم، ويُفسَد ذات بينهم، فيعان الكفر عليهم، وتخرب ديار الإسلام فوق خرابها، وتُنقض عرى الإسلام فوق نقضها.

قال: فوحدَه القتال ما يُدفع به؟

قلت: من زعم أن شدائد الأمة لا تُدفع إلا بالقتال؛ فقد ضل وأضل، والجهاد أعم من القتال، وأعظمه البيان، وهو المُوَطِّئ للقتال ابتداءً والمُظِلُّ لحركته أثناءً والحافظ لثمراته انتهاءً، وكل عبادةٍ أمر الله -علا وتعالى- عباده بها؛ فتحقيقها سببٌ في دفعها عظيمٌ، وأجلُّ العبادة إقامة فرائض الله، وأولى الفرائض ما تعيَّن منها، وأكرمها حفظ الحدود، وأبلغها الإحسان إلى الناس.

قال: فما نصنع له وحالنا حالٌ؟

قلت: الإعداد ذاتيٌّ، ودعويٌّ، ووظيفيٌّ، وجماهيريٌّ، وهو إيمانيٌّ، ونفسيٌّ، وبدنيٌّ، وعقليٌّ، واجتماعيٌّ، وحركيٌّ، وماليٌّ، ومن لم يستطع شيئًا فليُعِدَّ له، وليتحقق بغيره حتى يفتح الله له به، وغير المستطاع لا يحاسِب عليه الله، وفي بقية الله خيرٌ، وفي أرضه سعةٌ، ومن لقي الله سائرًا إليه نجا.

قال: شكر الله لك ما بينت لي.

قلت: المنة لله؛ لولاه ما تبصَّرنا، نعوذ به من الفتن، ونسأله مغفرته والثبات.

– ذود المناكيد عن أردوغان.

– ذود المناكيد عن أردوغان.

– الخرس عن دَنَس التفريط بالشام.

– التسويق في وطأة الأحداث للغلو الأسود.

ليس أقبح إفسادًا من الثالث بعد الأول؛ إلا الثاني.

أجل يا صاحبي؛ كلٌّ قبيحٌ دميمٌ؛ دقُّه وجِلُّه، باطنه وظاهره.

على الله قصد السبيل، ومنها جائرٌ؛ أولئك عن يمينٍ وشمالٍ عِزين.